طرب منظوري نادر للتمييز بين نوعين من المساكين

فالدين يفرض للمسكين الفقير مالا على ذوي الغنى وهو زكاة المال، والمروءةُ تفرض للمسكين الذليل على ذوي القدرة نصرة وهو زكاة الجاه…

فاجأني ابن منظور باستطراد لطيف لم يُعوِّدنيه؛ فقد طرب لتفريق ابن عرفة في المسكين بين من أذله الفقر فحلت له الزكاة ومن أذله غير الفقر فحرمت عليه؛ فقال:
“عدل هذه الملة الشريفة وإنصافها وكرمها وإلطافها، إذا حرّمت صدقةَ المال على مسكينِ الذلةِ أباحت له صدقةَ القُدرة، فانتقلت الصدقة عليه من مال ذي الغنى إلى نصرة ذي الجاه؛ فالدين يفرض للمسكين الفقير مالا على ذوي الغنى وهو زكاة المال، والمروءةُ تفرض للمسكين الذليل على ذوي القدرة نصرة وهو زكاة الجاه، ليتساوى من جمعته أخوة الإيمان فيما جعله الله -تعالى!- للأغنياء من تمكين وإمكان. والله -سبحانه!- هو ذو الغنى والقدرة، والمجازي على الصدقة على مسكين الفقر والنصرة لمسكين الذلة، وإليه الرغبة في الصدقة على مِسكينَيْنا بالنصرة والغنى ونيل المنى، إنه غني حميد”.

Related posts

Leave a Comment