إنها لا تجيد الزمر للسيد شعبان جادو

في إهابي يربض كائن بري لن يستأنس يوما Ø› يلطم مثل هؤلاء…
جاءت الخيول لساحة العرس الممهدة ، انبثق صوت الناي حزينا ؛ رغم الغناء والزمر،أدخلت على كره، فما تعرف صهواتها غير حمحمة بأرض تعج بالغبار ، الخيل دون السيوف بيد الفرسان خراف.
رجعت بي الذكرى وهي مؤرقة،وقد كانت تضرب بي في كل ناحية ، الحوافر تلطم وجه الأرض حزنا ألا زرع .
يوما ما كان هنا نبت وثمر ، والآن عزف وسمر !
الأبناء يتراقصون على مذبح الآباء، الهر انتفخ ØŒ تلك أمثولة وجدتها ØŒ كما أن القطط السمان انتفخت أوداجها ØŒ اليوم تجمعوا ØŒ من عين الغيب رأيت جدي ،عصاه على كتفه ،ومنديله عصابة رأسه ØŒ يسحب بقرة وثور هلالي يتبعانه ØŒ أبي خلفه يحمل الفأس ،أعمامي يسوقون العنزات ،كلبهم يتبعهم ØŒ بعض أرغفة وقطعة من جبن تندت بسمن متسربل بالوفرة ØŒ عماتي مثل زغب القطا ØŒ كنا هنا يوما في “أرض السبعة ” نجني القطن .
ذلك جدي من رحم الماضي يتمثل لي واقفا ،مستندا على عصاه ،العرس يوما كان هنا ، أتى الجد فتنكر له الهر، رفع عصاه تحت إبطه كانت ضربة مخاتلة منه، الهر فر مذعورا ، حاول أن يتخلص من جده ، صاح في الوافدين ،ظنهم الحرافيش وهو عاشور الناجي ، التمس سطوة ظن تلك الحماقات تطيل قامته ، الأنوار صارت شاحبة ، الخيول من وجع بل من وهن ترفع قوائمها ضربات مثل وخز الإبرة ، ولدي بدأ يلح علي يريد صهوة جواد ، قلت له: جدك يرقبنا ، ينظرنا ، يوجعه أن نكون مثل الهر ، ما يصلح أن يعزف الناي والحقول يباب!
بحثت في صرة الطعام ØŒ أعواد من ” الجرجير والفجل ØŒ بعض أعواد من البصل الأخضر ” الأرغفة لها طعم أحلى من العسل ،ليت جدي هوى بعصاه على الهر، ربما استفاق من وهمه ØŒ كنت ساعتها سأنتشي فرحا.
في حالة من تلمس الجذور التي تربط بيني وبينه ،حاولت جاهدا أن أستنشق بعض هواء يصلني بالراحلين ، تغاضيت عن بعض نزقه ، ارتأيت أن أتخلى عن بعض تحفظي ، أن آتي عالمه ، وقد أخفيت جراحي النازفة ، الوجوه الكالحة أعلمها في خبث طويتها ، إنه عالم من الفراغ ، عبث وتعال بلا حد، كم كنت ذا لسان حاد ساعة تفوه ببعض تفنجه ، جهلت فوق الجاهلين !
فارت بي دماء آبائي ، بان لي من نفسي ما كنت أظنه اختفى ، إنها لغة اندثرت من معجم لساني ، أنتمي لعالم ثان ، ما إن استدعيت مفرداته حتى جاءت كالسيل العرم ، وها قد خرجت تلك الغلاظ على وجهه ، شدخا وصيحة ليث رغما عني ، بنزق الجاهلية ، لا بحميا القهر المكبوت؛ تترفع على حاضر مقيد بالوهم !
صاح بي أحدهم : أنت تفعل هذا ؟
في إهابي يربض كائن بري لن يستأنس يوما ؛ يلطم مثل هؤلاء ، إن كان بالمال أو بالعلم مظنة فخر ، نمت وقد استرجعت المشاهد كلها ، ألقيت بها في سلة المهملات ؛ لا يليق بي أن أغشى مجالسهم ،هيهات أن تندثر تلك المعالم من ذاكرتي ،رغم تباعد السنون ومرورها بطيئة مثل قافلة النمال، تركت بعض نتوءات ما تزال محفورة في زمن متشوه،ما تغل يدها إلا تلك السوءات المترامية والمتتابعة كل آونة.
حاولت أن أمزق تلك الحجب المسدلة عتها بل ونزقا عن وجه امتلأ بالدمامة ، هيهات أن يعبر بغير تلك المفردات التى تغش.

Related posts

Leave a Comment