ما مات من كان مثل حماسة للسيد شعبان جادو

هل استراح مبغضك؟ أم تراه نال من لعاعة الدنيا ما يتزلف تقمما؟ الغايات الجلى أنت فارسها، وحقا قلت: فالله أختار !

عام وما زدنا لك إلا تشوقا كذا رجالات العلم والفكر والإبداع يرحلون، ويتركون الأثر الحميد والسيرة العطرة، شهد الله أن في العربية بموتك ركنًا قد انهدم وعمادًا قد هوى وبيانًا قد أعجم، رحمات الله عليك سحائب مزن تهطل غيثا، وبركاته فيض على بنيك ومحبيك، القلب في لهفة والنفس حائرة؛ أن خلا من المجمع درته ومن الدار ريحانتها، لله الحكم وإليه القضاء ، ينتصف لك من ظالمك ويرد غائلة السوء وظلامة التجني! شهد الله أن في أمتنا محبين ما فتئت مهجهم تنفطر، وأعينهم ما يردها إلا التصبر بمدمع . كذا كنت يا سيدي، وستبقى، فالذكر للمرء عمر ثان، ما يموت الفضل والخلق والعلم والفهم ، وأنت بفضل الله من كل على سواء! هل استراح مبغضك؟ أم تراه نال من لعاعة الدنيا ما يتزلف تقمما؟ الغايات الجلى أنت فارسها، وحقا قلت : فالله أختار ! فعلت ما يمليه الحفاظ والفقه، ولم تدلس منجاة السرب ووضاعة المغنم ، ما بقي الجديدان وما أتى القمران سيبقى منك حسن الأثر؛ لا ينقطع لك عمل ولا تغيب منك محمدة، كتبك شواهد ماثلات؛ أن جددت في العربية بابا، وذللت للعابرين سبلا. ما مات من كان مثل حماسة! ولا درس في دار العلوم لك معهد، لله ما سعيت وغايتك منه أن يرضى، فالعهد من الله حسن الوفادة والكرم. عام مضى وكنت ليلتها محدثك لكن منادي الله أسرع.
ليرحمك الله كفاء الصدق والعلم، وما درى البغاة كم بظلمك أن اجترحوا جناية ونالوا مذمة ! العلم والفقه في بلادنا نهب لكل متزلف أشر، والدعاة الهداة في غياهب القبو قد انعزلوا، ما عند الله خير وأبقى، فلك الدرجات العلا ورفقة الحبيب وما اخترت إلا ما يمليه الحق !
أيها المجمع المفؤود بحماسة، هل غرد فوق أغصانه مثله بلبل طرب؟ أم أن النعاة حين أتوك بخبره صممت وما عاد لك شاعر صداح غرد ؟
سلاما دارة العلوم ، فكل ردهاتك أنفاس من حماسة تعبق!
لله المشتكى وإليه المفزع، فما بالحياة بعد الراحلين قسرا مطيب عيش ولا في غير الصالحين مأرب.

Related posts

Leave a Comment