د.سعد عبد العزيز مصلوح وقمة العطاء للسيد شعبان جادو

لكل شخصية مفتاح ،وما أرى أصدق من الدقة والضبط والاتقان سمات تعلو شخصيته وتدل على نحيزته.

لاريب ان يترك المرء كلماته تنساب عفو الخاطر،وتشهد بما علمته عن رجل من عظماء العرب وأعلامهم ،حين تكتب عنه فأنت مزهو بما تفعل مرجو لكل محمدة منصف بالغ الانصاف؛أن عرضت لفاضل وكتبت عن عالم ماجد !

لكل شخصية مفتاح ،وما أرى أصدق من الدقة والضبط والاتقان سمات تعلو شخصيته وتدل على نحيزته، يعد د.سعد مصلوح -حفظه الله- أحد الذين ذللوا البحث الصوتي وقربوه إلى الدارسين العرب،فقد جمع بين زاد العربية تراثا من لدن الخليل بن أحمد وسيبويه مرورا بكل علماء التجويد القرأني فأحاط به خبرا ولم يتبرأ منه تفنجا وكبرا بما وعاه من الدرس الصوتي الحديث القائم على المختبر العلمي والبحث الاجرائي، منذ البداية الأولى وكم هي مشرقة في رحلة الدرس اللغوي “دراسة الجغرافيا اللغوية في لهجات المنيا” وقد حظي بما لم ينله غيره من اصطفاء وحب د.عبد الرحمن أيوب ،ذلكم العلم الثبت الحجة ،ثم يبتعث إلى الاتحاد السوفيتي فيدرس اللغة صوتيا معمليا، لييتزود منها بجديد العلم ودقيقه ،فينجو من فتنة الشيوعية وبسلم له دينه وعقله ،وإن تطالع كتابه ” دراسة السمع والكلام ” أنت حائز العلم دقيقا والفهم واسعا عليك بابه!

ثن أوثلث بكتب النقد اللغوي ومثاقفاته،والأسلوب ودلالاته،أو إن أردت حوار مع البلاغة العربية فعليك ب “في البلاغة العربية والأسلوبيات اللسانية آفاق جديدة”
وعن الشعر العربي” حازم القرطاجني ونظرية المحاكاة والتخييل في الشعر” وقد فازت بجائزة مجمع اللغة العربية الاولى في مايو ١٩٧٠م، الرجل العطاء تلك سمة بارزة في شخصية رجل ورث العربية عن والده الشاعر الفحل عبدالعزيز مصلوح،وهو الصعيدي الممتليء حنكة والمزدان بطيبة لا حصر لها!
إن قلت الشاعر فما بالغت او العالم المجدد فما أحصيت!
لم يسع إلى مغانم ليأخذها،لكن أفاض الله عليه البركة وحباه قلوب المحبين مخلصة .

ولأن المناصب عندنا في عالمنا العربي يبوء بإثمها كل متزلف مداهن ،فقد ترفع سيدنا السعد عنها ورعا وتقوى وايثارا لما عند الله وهو خير وأبقى !
ومن عجب أن يطوف بالعالم العربي شرقه وغربه ،فينال المحمدة ويبلغ الريادة بجده وعلمه وضبطه واتقانه؛ وتغفله اختيارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة !

وها هو يكمل فرائده ب’ التفصيل في إعراب القرآن الكريم ” ليكون تاج العقد في درسه اللغوي ما بين مترجم ومؤلف تلك الكتب التى ناهزت على الثلاثين كتابا وأبحاثه ومتاباعاته ، تلكم كلمة موجزة عن رجل من سادة علمائنا وواسطة عقدهم !
يكفي أن تقول أنني من تلامذة سعد مصلوح ؛فتبلغ الثناء انتسابا والمجد ركابا !
ما كتبت إلا بما علمت ، محب لما يكرهه من فرط الثناء عليه، وكاره لما نجحد من فضل عطائه !

أتكون كلمتي تلك غير دعوة محب ؛ وحفوة بجائزة الملك فيصل العالمية فهو بها جدير !
تلك مقالة بعين منصف لا المحب وإن كنت بالثانية أجدر وآكد !

Related posts

Leave a Comment