كى تتقدم ÙÙŠ مجالك العلمي وتنال درجتك العلمية وتÙيد بها المجتمع Ùلابد لك من أستاذ.. هذا منطقي ولا ÙŠØتاج إلى جدال، Ùالمتعلم لابد له من معلم على الأقل Øتى يضع قدمه على الطريق الصØÙŠØ.
التلميذ والأستاذ
لمØمد زهران
السبت 21 مايو 2016 – 10:50 Ù…
============================
[عضو هيئة التدريس بجامعة نيويورك ÙÙ‰ تخصص هندسة وعلوم الØاسبات، Øاصل على الدكتوراه ÙÙ‰ Ù†Ùس التخصص من جامعة ميريلاند الأمريكية، له العديد من الأبØاث العلمية المنشورة ÙÙ‰ الدوريات والمؤتمرات الدولية، بالإضاÙØ© إلى الأبØاث والتدريس.. له اهتمامات عديدة بتاريخ ÙˆÙلسÙØ© العلوم ويرى أنها من دعائم البØØ« العلمى، يستمتع جداً بوجوده وسط طلابه ÙÙ‰ قاعات المØاضرات ومعامل الأبØاث والمؤتمرات، أمله أن يرى الثقاÙØ© والمعرÙØ© من أساسيات الØياة ÙÙ‰ مصر].
============================
العلم ÙÙŠ Øد ذاته ممتع، وكما قال Ø£Øد العلماء الأقدمين (كما هو مذكور ÙÙŠ كتب الأدب العربي) أنه لا ÙرØØ© تعادل “Øجة تتبختر اتضاØا، وشبهة تتضاءل اÙتضاØا”ØŒ وهي جملة بليغة وجميلة Øتى وإن لم تÙهم كل كلماتها.. Ùقد كنت مثلا أستمتع بسماع برنامج غواص ÙÙŠ بØر النغم للأسطورة عمار الشريعي وأنا لا Ø£Ùهم شيئا ÙÙŠ الموسيقى غير سماعها!
ولكن إذا كان اشتغالك بالعلم من باب الاستمتاع Ùقط وقضاء وقت جميل Ùلن تتقدم ÙÙŠ مجالك بالقدر الكاÙÙŠ ولن تترك تأثير يذكر، مثل من يلعب الشطرنج يوميا لعدة ساعات للاستمتاع، سيستمتع ولكن مستواه لن يتقدم إلا إذا درس أخطاؤه وتدرب بطريقة صØÙŠØØ©ØŒ أي أنه ÙŠØتاج لمدرب.. وهذا هو بيت القصيد!
كى تتقدم ÙÙŠ مجالك العلمي وتنال درجتك العلمية وتÙيد بها المجتمع Ùلابد لك من أستاذ.. هذا منطقي ولا ÙŠØتاج إلى جدال، Ùالمتعلم لابد له من معلم على الأقل Øتى يضع قدمه على الطريق الصØÙŠØ. ولكن ماذا يستÙيد الأستاذ؟
العلماء لهم عدة دوائر تأثير، الدائرة الأولى هي نشر أبØاثهم العلمية ÙÙŠ المجلات وتقديمها ÙÙŠ المؤتمرات، وهذه دائرة ضيقة لأهل التخصص ÙˆÙائدتها طبعا معروÙØ© وهي دÙع عجلة العلم ÙÙŠ هذا التخصص، الدائرة الثانية هي التدريس ÙÙŠ قاعات المØاضرات وهي دائرة أكبر قليلا من الدائرة السابقة ولكنها Ù…Øصورة ÙÙŠ الطلبة الذين يدرسون هذا التخصص، ÙˆÙÙŠ هذه الدائرة عدة Ùوائد للأستاذ: أولاً تجعله يتأكد بشكل متواصل من دقة وقوة معلوماته والانتباه إلى أي نقص ÙÙŠ معرÙته ومعالجته، وثانيا قد تÙØªØ Ø§Ù„Ø¨Ø§Ø¨ لبØØ« جديد لأن الطلبة قد تسأل أسئلة قد تدÙع الأستاذ للتÙكير Ùيها والعثور على سؤال بØثي، واهتمام الأستاذ بطلبته يمتد خارج قاعة المØاضرات إذا شاركهم ÙÙŠ بØØ« علمى أو أشر٠على رسالتهم للماجستير أو الدكتوراه وهنا تظهر Ùائدة أخرى للأستاذ وهي أنه ترك من سيكمل المسيرة من بعده وهذا إنجاز لا يقل عن نشر الأبØاث العلمية، هناك دائرة أوسع من التدريس ÙÙŠ قاعات المØاضرات وهي إلقاء المØاضرات أو كتابة الكتب والمقالات للعامة، والأستاذ هنا ينشئ مجتمعا علميا، ومن أمثلة الأساتذة الذين يصلون إلى هذه الدائرة جانا ليÙين (Janna Levin) Ùهي أستاذة ÙÙŠ جامعة كولومبيا ÙÙŠ نيويورك ولها أيضاً عدة كتب ÙÙŠ الÙيزياء للعامة وعندنا ÙÙŠ مصر أستاذنا الدكتور Ø£Øمد مستجير رØمه الله، Ùبخلا٠أبØاثه ÙÙŠ مجال الأØياء، من منا لم يقرأ كتبه “ÙÙŠ بØور العلم” مثلا؟ وأخيرا هناك الدائرة الأوسع وهي استخدام أبØاثك للتأثير ÙÙŠ صانعى القرار، وهذا موضوع سنناقشه ÙÙŠ المستقبل لأهميته وأØب أن ألÙت النظر هنا أن هناك كتابا نشر ÙÙŠ أمريكا العام الماضي (2015) اسمه “The Public Professor: How to Use Your Research to Change the World” أو “الأستاذ العام: كي٠تستخدم أبØاثك لتغيير العالم”ØŒ من تألي٠لي بادجت (M. V. Lee Badgett) عن دار نشر جامعة نيويورك، وهذا الكتاب يناقش كي٠توصل أبØاثك لصانعي القرار، وللØديث بقية ÙÙŠ هذا الموضوع، ولنأخذ مثالا على أهمية ترك من يكمل المسيرة.. من الأستاذ للتلميذ.
كلنا نعر٠عالمنا الكبير الأسطوري الدكتور علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© ونعلم إسهاماته ÙÙŠ المجال العلمي والعام ولكن إسهامه ÙÙŠ تنشئة طلاب علم يكملون المسيرة لم يأخذ Øقه، تØدثنا ÙÙŠ السابق عن الدكتورة سميرة موسى واليوم نلتقي مع Ø£Øد طلاب الدكتور علي مصطÙÙ‰ مشرÙØ© وهو عالم الرياضيات الÙØ° الدكتور Ù…Øمد مرسي Ø£Øمد.
الدكتور Ù…Øمد مرسي Ø£Øمد ولد ÙÙŠ 1 ديسمبر 1908 بمØاÙظة سوهاج وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بأسيوط ثم التØÙ‚ بكلية العلوم بجامعة القاهرة (كان اسمها الجامعة المصرية آنذاك ثم جامعة Ùؤاد ثم أخيرا جامعة القاهرة) عام 1925 وتخرج Ùيها عام 1929ØŒ وقد عمل معيدا تØت إشرا٠الدكتور مشرÙØ© بل وتشارك معه ÙÙŠ تØقيق كتاب “الجبر والمقابلة للخوارزمي”!
ثم ساÙر ÙÙŠ بعثة دراسية إلى إنجلترا Øيث Øصل على درجة الدكتوراه ÙÙŠ الرياضيات من جامعة أدنبره عام 1931ØŒ وهو وإن كان لم يعمل ÙÙŠ رسالته للدكتوراه مع الدكتور مشرÙØ© إلا أن عمله معه أثناء البكالوريوس وأثناء عمله كمعيد كان له تأثير كبير، Ùالأستاذ ليس Ùقط هو مشر٠الماجستير أو الدكتوراه، أنت قد يكون لك تأثير كبير جدا على طلابك دون أن تشر٠على رسائلهم العلمية.
عاد الدكتور Ù…Øمد مرسي Ø£Øمد من البعثة Ùاشتغل بالتدريس ÙÙŠ كلية العلوم، Øتى وصل إلى منصب أستاذ الرياضة البØتة، وله أبØاث قيمة للغاية ÙÙŠ الرياضيات البØتة ÙÙŠ مجلات مرموقة ÙÙŠ أوروبا (ÙÙŠ ذلك الوقت لم تكن أمريكا قد دخلت الساØØ© بكل قوتها بعد)ØŒ وأنشأ مدرسة علمية كبيرة تتلمذ عليه Ùيها الكثير من الجيل التالي لعلماء الرياضيات ÙÙŠ مصر.. Ùالتلميذ Ø£ØµØ¨Ø Ø£Ø³ØªØ§Ø°Ø§ وأخذ يعد من سيكملون المسيرة.
للدكتور Ù…Øمد مرسي Ø£Øمد باع طويل ÙÙŠ العمل العام، Ùقد عين عميدا لكلية العلوم عام 1956ØŒ ثم وكيلا لجامعة القاهرة عام 1958ØŒ ثم مديرا لجامعة عين شمس ثم أمينا لاتØاد الجامعات العربية، ثم وزيرا للتعليم العالي، كما اشترك ÙÙŠ تأسيس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية، واشترك ÙÙŠ إنشاء جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية، والقائمة تطول.
ÙرØÙ… الله الدكتور Ù…Øمد مرسي Ø£Øمد، الذي توÙÙŠ ÙÙŠ 18 أغسطس 1989 عن عمز يناهز 80 عاما، ورØÙ… كل من ترك طلابا يكملون المسيرة العلمية مثلما ترك أبØاثا.