عُمان تحتاج إلى زوو zoo

[box type=”shadow” ]نستطيع أن ننشئ في عمان حديقة حيوانات على مستوى عالمي يكون نصفها من حيوانات السلطنة النادرة على مستوى العالم، وحيوانات نستقطبها من أنحاء العالم المختلفة، ونهيئ لها البيئة المناسبة فنخلق ظروفا مطابقة للبيئة التي يعيش فيها هذا الحيوان أو ذلك، فتكون في أرض مساحتها كبيرة تجمع بين بيئة السهول والجبال والصحراء.[/box]

علي حمد الفارسي

أصبحت الحدائق النباتية والأحواض المائية وحديقة الحيوانات أو ما يسمى بالـــ ZOO من مكونات السياحة في كل بلد بل في كل مدينة سياحية، فنجد في برشلونة وهي مدينة تستقبل 5 مليون سائح، حديقة حيوانات على مستوى جيد تقدم فيها عروض الحيوانات والدلافين بشكل يومي لذلك تجد الإقبال عليها إقبالاً مكثّفًا، وقد تم بناء تلك الحديقة على مساحة لا تتجاوز مساحة بعض المزارع المتوسطة عندنا في عُمان.

ويوجد فيها –أيضًا- حوض أسماك Aquarium يستقطب مئات بل آلاف السياح يوميا، ويمثل أيقونة أصيلة وثابتة من أيقونات السياحة في برشلونة تلك المدينة الرائعة، فخيارات السياح -عادةً- كلها متوفرة، من الاختيارات الطبيعية إلى الحضارية، فتجد على سبيل المثال: التلفريك أو العربات المعلقة في الهواء، وتجد دور السينما المتطورة جدًّا، وتجد الحافلات السياحية التي تستطيع من خلالها أن ترى كل معالم المدينة التاريخية والأثرية والمدنية أيضًا.

وليس الغرض من الحديث السابق هو الترويج للسياحة في تلك المدينة أو عرض تجربة شخصية جميلة مر بها الكاتب، بل الغرض هو المقارنة بين مقومات دولة كسلطنة عمان ومقومات مدينة واحدة من المدن السياحيّة العريقة في العالم.

فمدينة برشلونة مدينة لا يتجاوز عدد سكانها مليونان ولا تتجاوز مساحتها الجغرافية مساحة مدينة متوسطة في عُمان، وهي رغم ذلك يصل فيها عدد السياح سنويا قرابة 5 مليون نتيجة ما توفره من خيارات جيدة للسياح، بينما نحن في عمان فعدد السياح معنا وصل إلى مليونين ومئة سائح (2.1) في عام 2014، ولا نوفر للسياح أبسط مقومات السياحة كالأحواض المائية أو حديقة حيوانات.

وليست تكلفة حديقة الحيوانات تكلفة صعبة على دولة غنية مثل عمان، بل لا تكاد تتجاوز تكلفتها بضعة ملايين معدودة على أصابع اليد، وإذا لم تستطع الدولة أن توفر مثل هذه المرافق الحيوية الأساسية للسائح، فلتسند الموضوع إلى القطاع الخاص ولاسيما أن ربح مثل هذه المشروعات مضمون.

ونحن لا ننكر وجود بعض المحاولات الفردية لإقامة حديقة حيوانات متنوعة في البلد مثل حديقة النعمان ببركاء، وهي حديقة أستطاعت أن تحقق فرجة جيدة للحيوانات الغريبة علينا وجوا مناسبا للسائح من داخل عمان ومن خارجها لكنها لا تزال محاولة فردية تحتاج إلى التنظيم والدعم والتشجيع.

فلو قررت الحكومة ممثلة بوزارة السياحة أن تنشئ حديقة وطنية كبيرة -ويجب أن تقرر ذلك بحكم الرؤية الاستراتيجية التي وضعتها هي لأجل تنمية السياحة- فتستطيع، وتكفي الحيوانات النادرة التي تعيش على بقاع السلطنة المختلفة أن تقدم لك حديقة تنافس الحدائق الأخرى في العالم، فبعض الحيوانات لا تكاد توجد في بعض الدول وإذا وجدت فهي بشكل نادر جدًّا لذلك يكون الإقبال على رؤيتها شيء مبهر وتجربة مثالية تظل عالقةً في ذهن السائح.

فقلة في العالم من رأى حيوان الوشق الذي يعيش في جبال السلطنة أو أوديتها، وقلة في العالم-أيضًا-من رأى حيوان المها العربي وهو يجول في الصحراء القاحلة أو يتذكر شكل الذئب العربي وحجمه الصغير نتيجة الظروف الطبيعيّة التي يعيش فيها أو حيوان السنمار أو القط البري أو الطيور النادرة التي ربما لا توجد إلا في أماكن معدودة في العالم ومنها السلطنة، والسلاحف والزواحف وغيرها الكثير الكثير.

إذًا نستطيع أن ننشئ في عمان حديقة حيوانات على مستوى عالمي يكون نصفها من حيوانات السلطنة النادرة على مستوى العالم، وحيوانات نستقطبها من أنحاء العالم المختلفة، ونهيئ لها البيئة المناسبة فنخلق ظروفا مطابقة للبيئة التي يعيش فيها هذا الحيوان أو ذلك، فتكون في أرض مساحتها كبيرة تجمع بين بيئة السهول والجبال والصحراء.

ويكون فيها التجوال بالسيارة أو بالعربات الخاصة بالحديقة، لأن فكرة الأقفاص الحديدة الآن فكرة مرفوضة في صناعة مثل هذه المشاريع وتحرص كثير من الدول المتقدمة أن تكون الحيوانات في أماكن مناسبة ومفتوحة مع وجود حاجز آمن بينها وبين السائح بحيث تثير إعجاب السائح لا تثير الشفقة في قلبه على أوضاع تلك الحيوانات، حتى تكاد ترى في بعض الحدائق أن الحيوانات لا حياة فيها تتنظر الموت فحسب.

وبذلك نستطيع أن نقدم حديقة حيوانات من طراز رفيع كمًا وكيفًا، فتكون مفردات الحديقة نادرة تكاد تقتصر على بيئة السلطنة وطريقة تنظيم هذه الحديقة يكون بشكل احترافي يراعي الجوانب الإنسانية في توفير المكان المناسب والبيئة الأمثل لتلك الحيوانات الصحراوية النادرة.

Related posts

Leave a Comment