على الحاسد ما حسد – من تغريدات الحارث المحاسبي 47

لَوْ كَانَ الَّذِي تَحْسُدُهُ أَبْغَضَ النَّاسِ إِلَيْكَ وَأَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لك، فَإِنَّهُ -في المتن “أنه” والصواب إن شاء الله ما أثبت- لَا تَزُولُ النِّعْمَةُ عَنْهُ بِحَسَدِكَ لَهُ، لِأَنَّ اللَّهَ -عَزَّ، وَجَلَّ!- لَوْ أَطَاعَ الْحَاسِدِينَ فِي الْمَحْسُودِينَ لَمَا بَقِيَ عَلَيْهِمْ نِعْمَةٌ، وَلَكِنْ يُمْضِي نِعَمَهُ وَقِسَمَهُ لِعِبَادِهِ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَى حَسَدِ الْحَاسِدِينَ. وَلَوْ فَعَلَ بِالْمَحْسُودِينَ مَا يُحِبُّ الْحَاسِدُونَ لَهُمْ، لَمَا بَقِيَ عَلَى النَّبِيِّينَ -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ!- نِعْمَةٌ، وَلَأَفْقَرَ الْأَغْنِيَاءَ لِحَسَدِهِمْ لَهُمْ، وَلَأَضَلَّ الْمُؤْمِنِينَ لِحَسَدِ الْكَافِرِينَ لَهُمْ! وَلَكِنَّ الْحَسَدَ عَلَى الْحَاسِدِ ضَرَرُهُ، وَالنِّعْمَةُ جَارِيَةٌ عَلَى مَنْ أَرَادَ اللَّهُ -عَزَّ، وَجَلَّ!- أَنْ يُتِمَّهَا عَلَيْهِ، إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي أَرَادَهُ وَقَدَّرَهُ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَى حَسَدِ الْحَاسِدِينَ؛ أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!-: “وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ”!

Related posts

Leave a Comment