تصديق العمل – من تغريدات الحارث المحاسبي 41

إِنَّمَا يَكُونُ الْعَازِمُ عَلَيْهَا (الأعمال الصالحة) مِنْ أَهْلِهَا، إِذَا قَامَ لِلَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- بِهَا كَمَا عَزَمَ؛ فَلَا يَحْكُمْ لِنَفْسِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِالْحِلْمِ إِلَّا عِنْدَ الْغَضَبِ، لِأَنَّ الْعَزْمَ الْأَوَّلَ عَلَى الْحِلْمِ نِيَّةُ أَنْ يَحْلُمَ لَا حِلْمٌ- وَلَا بِالْإِخْلَاصِ إِلَّا فِي الْعَمَلِ، لِأَنَّ الْعَزْمَ الْأَوَّلَ عَلَى الْإِخْلَاصِ نِيَّةُ الْإِخْلَاصِ إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَنْ يُخْلِصَهُ لَا إِخْلَاصٌ فِي الْعَمَلِ. وَكَذَلِكَ جَمِيعُ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَقَدَّمَ الْعَزْمُ عَلَيْهَا، إِلَّا مَا كَانَ مِنْ أَعْمَالِ الْقُلُوبِ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا لِلْجَوَارِحِ عَمَلٌ كَاعْتِقَادِ السُّنَّةِ وَالتَّدَيُّنِ بِهَا وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. فَأَمَّا الْعَزْمُ عَلَى الْعَمَلِ فَلَا يَغْتَرَّ بِهِ فَيَغْفُلَ عَنْ نَفْسِهِ فَيُضَيِّعَ الْعَمَلَ وَيَرْكَنَ إِلَى مَا عَزَمَ عَلَى تَرْكِهِ، دُونَ أَنْ يَتَفَقَّدَ نَفْسَهُ وَيَأْخُذَهَا بِالْوَفَاءِ بِمَا عَزَمَتْ عَلَيْهِ؛ وَبِذَلِكَ وَصَفَ اللَّهُ -عَزَّ، وَجَلَّ!- أَوْلِيَاءَهُ، فَقَالَ: “رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ”.

Related posts

Leave a Comment