ما أكذبك!

تختل تلامذتك بحرصك على تصحيح منهج البحث، وأنت إنما هربت من افتضاحك بالعجز عن الاكتشاف! أما علمت أن أول العلم اكتشاف الظواهر، وثانيه وصفها، وثالثه تفسيرها، ورابعه التنبؤ بها، وخامسه التحكم فيها! تلك خمسة كاملة. لقد مضى علم الطبيعة في منهج تلك الأعمال إلى آخرها (التحكم في الظواهر)، فأما علم الإنسان فلم يتجاوز ثالثها (تفسير الظواهر)، ولن يتجاوزها إلا أن تنجح شركات الصناعة والتجارة العالمية في تحويل البشر إلى نسخ شائهة تعيش معيشة الجماد أو الحيوان وتخضع خضوعهما! ولو كنت وهبت نعمة الاكتشاف لعرفت أنه أساس منهج العمل الذي لا تقوم سائر أعماله إلا عليه، ولأغريت تلامذتك بأن ينقطعوا لمواد بحثهم، فيساكنوها، وينصتوا إليها، ويصبروا عليها حتى تبوح بطرف من أخبارها! ولكن كيف يسمع من في القبور!

Related posts

Leave a Comment