علامة المرائي – من تغريدات الحارث المحاسبي 9

قُلْتُ: فَمَا عَلَامَةُ الْمُرَائِي فِي نَفْسِهِ؟
قَالَ: يُحِبُّ الْحَمْدَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- وَيَكْرَهُ الذَّمَّ؛ فَيَدَعُ الطَّاعَةَ مِنْ أَجْلِ الذَّمِّ، وَإِذَا عَمِلَ عَمَلًا لَمْ يَعْلَمْ بِهِ غَيْرُ اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- أَوْ عَلِمَ عِلْمًا لَمْ يَعْلَمْ بِهِ إِلَّا اللَّهُ، لَمْ تَقْنَعْ نَفْسُهُ فِي عِلْمِهِ وَعَمَلِهِ بِعِلْمِ اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- وَنَظَرِهِ وَسَمْعِهِ وَحْدَهُ، حَتَّى يَغْلِبَ عَلَى قَلْبِهِ الطَّلَبُ لِعِلْمِ غَيْرِهِ، يَهْتَمُّ لِذَلِكَ! فَإِنْ اطَّلَعُوا عَلَيْهِ ارْتَاحَ قَلْبُهُ لِذَلِكَ، وَسُرَّ بِحَمْدِهِمْ! وَأَخَفُّ النَّاسِ عَلَيْهِ مَنْ حَمِدَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَأَثْقَلُهُمْ مَنْ تَرَكَ حَمْدَهُ وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِ! وَلَا تَسْخُو نَفْسُهُ بِإِتْيَانِ طَاعِةٍ لِلَّهِ لَا يَعْلَمُ بِهَا أَحَدٌ؛ فَإِنْ أَرَادَ نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ ثَقُلّ عَلَيْهَا، وَلَمْ تُطَاوِعْهُ عَلَيْهِ! وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ عَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ فِي أَيَّامِ بَابَكَ وَهُوَ يُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ لِنَفْسِهِ: أَتُحِبِّينَ أَنْ تَقْتُلِي بَابَكَ وَلَا يَعْلَمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ؟ فَأَبَتْ وَقَالَتْ: مِثْلُ بَابَكَ يُقْتَلُ وَلَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ!

Related posts

Leave a Comment