علي الطنطاوي (ت 1420هـ – 1999 Ù…)
Ù†Ùشر عام 1986Ù…
تمنيت لو أن اللصوص والمÙسدين ÙÙŠ الأرض اجتمعوا ÙÙŠ مكان Ù…Øصور، إذَنْ لهان الوصول إليهم وإصلاØهم أو القضاء عليهم. ولو اجتمع البعوض كله ÙÙŠ موضع واØد لقضي على البعوض؛ لأن نجاته ÙÙŠ تÙرقه واختÙائه، وأنه يضرب ويهرب ويضر ويÙر Ùلا يوصل إليه.وشرٌّ من الØشرات والبعوض وجراثيم الأمراض قوم بيغن وشامير، واجتماعهم ÙÙŠ Ùلسطين من بشائر القضاء عليهم، وأن نرى تأويل قوله تعالى Ùيهم، وقوله الØÙ‚: والأولى التي بعث الله عليهم عباده المؤمنين به المخلصين له هي التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصØابته، الذين جاسوا خلال الديار التي Øسبوها يوماً ديارهم (ÙÙŠ المدينة)ØŒ ثم Ø£Ùجلوا عنها وعن جزيرة العرب Ùلن يعودوا بعون الله إليها.{Ø«Ùمَّ رَدَدْنَا Ù„ÙŽÙƒÙم٠الْكَرَّةَ عَلَيْهÙمْ وَأَمْدَدْنَاكÙمْ بÙأَمْوَال٠وَبَنÙينَ وَجَعَلْنَاكÙمْ أَكْثَرَ Ù†ÙŽÙÙيرًا} [الإسراء : 6]Ø› وهذا ما نراه الآن، Øين اجتمع ÙÙŠ أيدي اليهود –على قلتهم- أمضَى السلاØØŒ وناصرهم أقوى الدول، وجعلهم الله أكثر Ù†Ùيراً ÙÙŠ الØرب. ولكن الله يمهد بذلك للمسلمين – إن عادوا إلى دينهم – ليسوؤوا وجوههم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة.وسنرى تأويل هذا عياناً ونرى تØقيق ما خبَّر به النبي صلى الله عليه وسلم ÙÙŠ الØديث الصØÙŠØ Ø§Ù„Ù…ØªÙÙ‚ عليه: (لا تقوم الساعة Øتى يقاتل المسلمون اليهود، Øتى يختبئ اليهودي من وراء الشجر والØجر، Ùيقول الشجر والØجر: يا مسلم، هذا يهودي خلÙÙŠ Ùاقتله)Ø› أي أننا سنق٠أمامهم ÙÙŠ المعركة التي يكون الظÙر Ùيها لنا عليهم، Ùكي٠نظÙر بهم وهم متÙرقون ÙÙŠ البلدان مندسون بين الشعوب؟ وهل يكون القتال إلا بين جماعتين ظاهرتين؟ Ùاجتماعهم ÙÙŠ Ùلسطين وقيام دولتهم Ùيها تصديق لوعد الله ورسوله لنا.ولا تعجبوا من نطق الشجر والØجر. ألم يعلمنا الله كي٠ننطق الأسطوانة وشريط التسجيل والرائي (التلÙزيون)ØŸ ألم ينطق لنا الجماد؟ Ùلماذا تعجبون ولا تكادون تصدقون إن سمعتم أن الشجر والØجر ينطقان؟وهذا وعد من الله لنا إن عدنا إلى ديننا وجعلنا معركة Ùلسطين معركة إسلامية، لا معركة استرداد الأرض Ùقط، Ùكل شعب تسلب أرضه ÙŠØارب لاسترداد أرضه، ولا معركة قومية عربية، لأن لغيرنا قوميات، Ùإن اعتمدنا على القومية ÙˆØدها صرنا Ù†ØÙ† وهم سواء ووكلنا الله – كما وكلهم – إلى أنÙسنا، وإن تخلَّى الله عنا ووكلنا إلى أنÙسنا ضعنا.إن معهم وعد بلÙور، وهذا وعد من رب بلÙور الذي خلقهم وخلق بلÙور، وسيقÙون بين يدي رب العالمين يوم لا ينÙع المال ولا السلاØØŒ يوم تبرز الجØيم لمن يرى، Ùمن ينقذهم يومئذ منها؟وهذا، ولا تقولوا لي: قد خرجت عن الموضوع؛ Ùإن موضوعي اليوم هو الكلام عن اللصوص، أثاره ÙÙŠ Ù†Ùسي وقوÙÙŠ ÙÙŠ المكان الذي كان يسمَّى يومئذ (ريع اللصوص). وأكبر لصوص العصر وأعظمهم جرماً وأشدهم إثماً اليهود الذين هم اليوم ÙÙŠ Ùلسطين.وإذا كان من يسرق متاعاً من الدار يكون من المجرمين الÙجار، Ùكي٠بمن يسرق الدار كلها؟ وكي٠بالذي ÙŠÙعينه على جريمته، ويكون معه على صاØب البيت؟ ألا يكون مجرماً مثله؟ Ùكي٠بمن يسرق Ù‚Ùطراً كاملاً، يأخذه من أهله، ÙŠØتله Ø¨Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨ØºÙŠ والعدوان، ثم إذا قام من أصØابه من يطالب بØقه Ùيه Ø£Øالوه إلى المØكمة بتهمة مقاومة الاØتلال؟ أرأيتم أجرأ على الØÙ‚ من هذا؟ أرأيتم من هو أصÙÙ‚ وجهاً ÙˆØ£ÙˆÙ‚Ø Ù†Ùساً من اللص الذي ينكر عليك أن تطالب بØقك؟وإذا جاء من يزعج المØتل بكى وشكا، وقال: إنه يريد أن يكون آمناً، وهذا يذهب أمنه ويÙسد عليه Øياته!ولو أنني Øصرت ذهني لجمعت مما عرÙت من أخبار اللصوص كتاباً صغيراً، ولو أن Ø£Øد المؤلÙين يضع كتاباً ÙÙŠ طبقاتهم وأخبارهم لجاء منه أثر أدبي تاريخي، ولا تعجبوا، Ùإن أجدادنا ألÙوا ÙÙŠ سير العلماء والدعاة والمصلØين والعقلاء والمجانين واللصوص والمجرمين، ونØÙ† نزعم أننا نعيش ÙÙŠ عصر النور Ùلا Ù†Ùعل عشر ما Ùعلوا.ولعل أدنى طبقاتهم وأيسرها (لو أن ÙÙŠ السرقة يسيراً!) هو الذي يسرق عن Øاجة، يسرق ليعيش. وشرٌّ منه الذي يسرق طمعاً واستكثاراً من المال بالØرام، والذي يسرق متستراً بجاهه أو منزلته أو ثقة الناس به، والمØتال والمزور، والذي يأكل مال الأرملة واليتيم، وينسى أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون ÙÙŠ بطونهم ناراً. والذي يستهين بسرقة أموال الدولة، ابتداء من صØÙŠÙØ© الورق الصقيل يكتب ÙÙŠ وسطها رقم هات٠أو عنوان صديق، ومن استعمال سيارة الدولة ÙÙŠ خاصة شأنه وشأن أسرته، وانتهاء بالذي يسرق أموال المناقصات والتعهدات. وهذا كله من (الغلول) الذي توعد الله Ùاعله وقال عنه: {وَمَنْ يَغْلÙلْ يَأْت٠بÙمَا غَلَّ يَوْمَ الْقÙيَامَةÙ} [آل عمران : 161] Ùمن أين له يوم القيامة مثل ما غله وسرقه ليأتي به؟والذي يسرق وقت العمل؛ يكل٠بأن يجيء الساعة الثامنة Ùيجيء التاسعة، وأن يخرج ÙÙŠ الثانية Ùيخرج ÙÙŠ الواØدة، ويمضي باسمه على دÙتر الدوام ثم ينسل Ùيغيب ساعة أو بعض ساعة. والذي يسرق أوقات المراجعين وكرامتهم، Ùتكون القضية Ù…Øتاجة إلى خمس دقائق Ùيقول لصاØبها: تعالَ غداً، ÙŠØسب أنه إن قعد وراء المكتب والمراجع واق٠أمامه أن ذلك سيدوم له، ثم يدعي أنه مؤمن، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يؤمن Ø£Øدكم Øتى ÙŠØب لأخيه ما ÙŠØب لنÙسه).والتلميذ الذي يسرق الجواب ÙÙŠ الامتØان. إنه Øين يسرق بعينه من ورقة جاره أكبر ذنباً من الذي يسرق بيده من جيبه؛ لأن سرقة المال يزول أثرها بردّ٠المال، ومن سرق الجواب ونال الدرجة زوراً، ثم أخذ بعدها الشهادة زوراً، ثم نال المنصب زوراً، يستمر أثر جريمته دهراً، وربما صار بشهادته معلماً وهو غير عالم، Ùنشأ على يديه الآثمتين جماعة من الجهلاء، Ùيكون ÙƒØامل جرثومة المرض يعدي من يتصل به، ومن أعداه ذهب Ùأعدى سواه، Ùسرى المرض ÙÙŠ جسد الأمة.أما السرقات الأدبية ومن السرقات ما لا يعوض. كان ÙÙŠ متØ٠دمشق مجموعة من الدنانير الأموية بقيت بعد هذا الزمان الطويل وقلَّ أمثالها، سرقها مرة لص Ùأذابها وجعلها سبيكة Ùأضاع قيمتها التاريخية، وإن ØÙظ كتلتها الذهبية؛ كالذي سرق دÙتري ÙÙŠ رØلة الØجاز، وقد Øدثتكم خبره، ودÙتراً آخر ضخماً كتبت Ùيه بخطي مباØØ« علم النÙس والÙلسÙØ© لما كنا ندرسها سنة 1929 (1348هـ)ØŒ وكان عزيزاً عليَّ؛ لأن Ùيه Ùصلاً من تاريخ Øياتي، ولأن Ùيه قطعة من Ù†Ùسي، لست أدري Ù…ÙŽÙ† سرقه من بيتي. وما سرقه لصٌّ Ù…Øتر٠تسلَّق الجدار أو كسر الأقÙال، ولكن سرقه واØد ممن أدخلته أنا داري، لا يعلم إلا الله ÙˆØده من هو.ومن اللصوص الذين يستعيرون الكتب، لذلك قررت قراراً لا رجعة Ùيه أن لا أعير Ø£Øداً كتاباً مهما كان السبب:
ألا يا مستعير الكتب دعني
Ùإن إعارتي للكتب عار
ÙÙ…Øبوبي من الدنيا كتابي
وهل أبصرت Ù…Øبوباً يعار؟
ومن اللصوص الذين لا يؤبه لهم الذين يسرقون وقتك؛ Ùيأتي من يزورك على غير ميعاد، يهبط عليك كما تهبط المصيبة، وينزل بك كموت الÙجأة. ولطالما عطَّل عليَّ مثل هؤلاء مقالة كنت أعدها، أو درساً كنت Ø£Øضره. لذلك لا أستقبل الآن Ø£Øداً أبداً بلا موعد، لا كبراً مني ولكن ØÙاظاً على وقتي. وإذا كانت سرقة المال ذنباً، Ùسرقة الوقت الذي يأتي بالمال أكبر؛ الوقت الذي تنال به المال والعلم، ويكون سبباً ÙÙŠ دخوله الجنة أو ÙÙŠ دخولك النار.على أن هذا كله يعدّ٠ÙÙŠ مجتمعاتنا من الشواذّÙØŒ والأصل ÙÙŠ الناس الاستقامة والخير… ØŒ وهو جامع مبارك Ùيه أنس وجمال، سمّÙÙŠ بجامع التوبة؛ لأنه كان خاناً ترتكب Ùيه أنواع المعاصي، Ùاشتراه Ø£Øد الملوك ÙÙŠ القرن السابع الهجري وهدمه وبناه مسجداً. وكان Ùيه – من Ù†ØÙˆ سبعين سنة- شيخ مربّ٠عالم عامل اسمه الشيخ سليم المَسْوَتي، وكان أهل الØÙŠ يثقون به، ويرجعون إليه ÙÙŠ أمور دينهم وأمور دنياهم. وكان عند هذا الشيخ تلميذ صالØØŒ وكان مضرب المثل ÙÙŠ Ùقره ÙˆÙÙŠ إبائه وعزة Ù†Ùسه، وكان يسكن ÙÙŠ غرÙØ© ÙÙŠ المسجد. مرَّ عليه يومان لم يأكل Ùيهما شيئاً، وليس عنده ما يَطعمه، ولا ما يشتري به طعاماً، Ùلما جاء اليوم الثالث Ø£Øس كأنه مشر٠على الموت، ÙˆÙكَّر ماذا يصنع، Ùرأى أنه بلغ Øد الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الØاجة، Ùآثر أن يسرق ما يقيم صلبه.وهذه القصة واقعة، أعر٠أشخاصها، وأعر٠تÙصيلها، وأروي ما Ùعل الرجل، لا Ø£Øكم على Ùعله بأنه خير أو شر أو أنه جائز أو ممنوع. وكان المسجد ÙÙŠ Øيّ٠من الأØياء القديمة، والبيوت Ùيها متلاصقة ÙˆØ§Ù„Ø³Ø·ÙˆØ Ù…ØªØµÙ„Ø©ØŒ يستطيع المرء أن ينتقل من أول الØÙŠ إلى آخره مشياً على السطوØ. Ùصعد إلى Ø³Ø·Ø Ø§Ù„Ù…Ø³Ø¬Ø¯ØŒ وانتقل منه إلى الدار التي تليه، ÙÙ„Ù…Ø Ùيه نساء Ùغضَّ من بصره وابتعد، ونظر Ùرأى إلى جنبها داراً خالية، وشمَّ رائØØ© الطبخ تصعد منها، ÙØ£Øس Ù…ÙÙ† جوعه لما شمَّها كأنها مغناطيس يجذبه إليها. وكانت الدور من طبقة واØدة، ÙÙ‚Ùز Ù‚Ùزتين من Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ø¥Ù„Ù‰ الشرÙØ© Ùصار ÙÙŠ الدار، وأسرع إلى المطبخ Ùكش٠غطاء القدر، Ùرأى Ùيها باذنجاناً Ù…Øشواً، Ùأخذ واØدة ولم يبال من شدة جوعه بسخونتها، وعض منها عضة، Ùما كاد يبتلعها Øتى ارتد إليه عقله ودينه، وقال لنÙسه: أعوذ بالله، أنا طالب علم مقيم ÙÙŠ المسجد، ثم أقتØÙ… المنازل وأسرق ما Ùيها؟وكبر عليه ما Ùعل، Ùندم واستغÙر وردَّ الباذنجانة، وعاد من Øيث جاء، Ùنزل إلى المسجد وقعد ÙÙŠ Øلقة الشيخ، وهو لا يكاد – من شدة الجوع – ÙŠÙهم ما يسمع. Ùلما انقضى الدرس وانصر٠الناس (وأؤكد لكم أن القصة واقعة) جاءت امرأة مستترة (ولم يكن ÙÙŠ تلك الأيام امرأة غير مستترة) Ùكلَّمت الشيخ بكلام لم يسمعه، ÙتلÙَّت الشيخ Øوله Ùلم يرَ غيره، Ùدعاه وقال له: هل أنت متزوج؟ قال: لا. قال: هل تريد الزواج؟ Ùسكت، Ùقال له الشيخ: قل، هل تريد الزواج؟ قال: يا سيدي، ما عندي ثمن رغي٠آكله Ùلماذا أتزوج؟قال الشيخ: إن هذه المرأة خبَّرتني أن زوجها توÙÙŠØŒ وأنها غريبة عن هذا البلد، ليس لها Ùيه ولا ÙÙŠ الدنيا إلا عمٌّ عجوز Ùقير، وقد جاءت به معها (وأشار إليه قاعداً ÙÙŠ ركن الØلقة) وقد ورثت دار زوجها ومعاشه، وهي تØبّ٠أن تجد رجلاً يتزوجها على سنة الله ورسوله؛ لئلا تبقى منÙردة Ùيطمع Ùيها الأشرار وأولاد الØرام، Ùهل تريد أن تتزوج بها؟ قال: نعم. وسألها الشيخ: هل تقبلين به زوجاً؟ قالت: نعم.Ùدعا بعمّÙها، ودعا بشاهدين، وعقد العقد، ودÙع المهر عن التلميذ، وقال له: خذ بيد زوجتك.Ùأخذ بيدها، أو أخذت هي بيده، Ùقادته إلى بيتها، Ùلما دخلته كشÙت عن وجهها Ùرأى شباباً وجمالاً، ورأى البيت هو البيت الذي نزله. وسألته: هل تأكل؟ قال: نعم.ÙكشÙت غطاء القدر Ùرأت الباذنجانة، Ùقالت: عجباً! من دخل الدار Ùعضَّها؟Ùبكى الرجل وقصَّ عليها الخبر، Ùقالت له: هذه ثمرة الأمانة، عÙÙت عن الباذنجانة الØرام Ùأعطاك الله الدار كلها وصاØبتها بالØلال.أما القصة الأخرى Ùلعل الطراÙØ© Ùيها أكثر من المنÙعة منها، وهي واقعة أعر٠أشخاصها وظروÙها، هي أن شابًّا Ùيه تقًى ÙˆÙيه غÙلة طلب العلم، Øتى إذا أصاب منه Øظًّا قال الشيخ له ولرÙقائه: لا تكونوا عالة على الناس، Ùإن العالم الذي يمدّ٠يده إلى أبناء الدنيا لا يكون Ùيه خير، Ùليذهب كل واØد منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبوه يشتغل بها، وليتق٠الله Ùيها.وذهب الشاب إلى أمه Ùقال لها: ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها؟ Ùاضطربت المرأة وقالت: أبوك قد ذهب إلى رØمة الله، Ùما لك وللصنعة التي كان يشتغل بها؟ ÙألØÙ‘ÙŽ عليها وهي تتملص منه، Øتى إذا اضطرها إلى الكلام أخبرته- وهي كارهة- أن أباه كان لصًّا.Ùقال لها: إن الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌّ بصنعة أبيه ويتقي الله Ùيها.قالت الأم: ويØÙƒ! وهل ÙÙŠ السرقة تقوى؟وكان ÙÙŠ الولد كما قلت غÙلة، Ùقال لها: هكذا قال الشيخ.ثم ذهب Ùسأل وتسقَّط الأخبار Øتى عر٠كي٠يسرق اللصوص، Ùأعدَّ عÙدَّة السرقة، وصلَّى العشاء، وانتظر Øتى نام الناس، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كمال قال الشيخ. Ùبدأ بدار جاره، ثم ذكر أن الشيخ قد أوصاه بالتقوى، وليس من التقوى إيذاء الجار، Ùتخطَّى هذه الدار. ومر بأخرى Ùقال لنÙسه: هذه دار أيتام، والله Øذَّر من أكل مال اليتيم، وما زال يمشي Øتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واØدة، ويعلم الناس أن عنده الأموال التي تزيد عن Øاجته.Ùقال: هاهنا. وعالج الباب بالمÙØ§ØªÙŠØ Ø§Ù„ØªÙŠ أعدها ÙÙØªØ ÙˆØ¯Ø®Ù„ØŒ Ùوجد داراً واسعة وغرÙاً كثيرة، Ùجال Ùيها Øتى اهتدى إلى مكان المال، ÙˆÙØªØ Ø§Ù„ØµÙ†Ø¯ÙˆÙ‚ Ùوجد من الذهب والÙضة والنقد شيئاً كثيراً، Ùهمَّ بأخذه، ثم قال: لا، لقد أمرنا الشيخ بالتقوى، ولعل هذا التاجر لم يؤد زكاة أمواله، لنخرج الزكاة أولاً.وأخذ الدÙاتر وأشعل Ùانوساً صغيراً جاء به معه، ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ±Ø§Ø¬Ø¹ الدÙاتر ويØسب، وكان ماهراً ÙÙŠ الØساب خبيراً بإمساك الدÙاتر، ÙØ£Øصى الأموال ÙˆØسب زكاتها ÙÙ†ØÙ‘ÙŽÙ‰ مقدار الزكاة جانباً، واستغرق ÙÙŠ الØساب Øتى مضت ساعات، Ùنظر Ùإذا هو الÙجر. Ùقال: تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً.وخرج إلى صØÙ† الدار، Ùتوضأ من البركة وأقام الصلاة، Ùسمع رب البيت Ùنظر Ùرأى عجباً، Ùانوساً مضيئاً، ورأى صندوق أمواله Ù…ÙتوØاً ورجلاً يقيم الصلاة. Ùقالت له امرأته: ما هذا؟ قال: والله لا أدري! ونزل إليه Ùقال: ويلك من أنت وما هذا؟ قال اللص: الصلاة أولاً ثم الكلام، Ùتوضأْ ثم تقدَّمْ Ùصلّ٠بنا، Ùإن الإمامة لصاØب الدار.Ùخا٠صاØب الدار أن يكون معه Ø³Ù„Ø§Ø ÙÙعل ما أمره به، والله أعلم كي٠صلَّى، Ùلما قضيت الصلاة قال له: خبّÙرني ما أنت وما شأنك؟ قال: لص. قال: وماذا تصنع بدÙاتري؟ قال: Ø£Øسب الزكاة التي لم تخرجها من ست سنين، وقد Øسبتها ÙˆÙرزتها لتضعها ÙÙŠ مصارÙها. Ùكاد الرجل ÙŠÙجنّ٠من العجب، وقال له: ويلك، ما خبرك؟ هل أنت مجنون؟ Ùخبَّره خبره كله. Ùلمَّا سمعه التاجر، ورأى جمال صورته وضبط Øسابه ذهب إلى امرأته Ùكلَّمها، ثم رجع إليه Ùقال له: ما رأيك لو زوَّجتك بنتي، وجعلتك كاتباً ÙˆØاسباً عندي، وأسكنتك أنت وأÙمَّك ÙÙŠ داري، ثم جعلتك شريكي؟ قال: أقبل. ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ùدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد!وهذه قصة واقعة.وأما السرقات الأدبية Ùقد قلت لكم إنني لا أعرض لها الآن، إلا واØدة لها صلة بالعلم والعلماء، وهي سرٌّ لم يرÙع عنه الستار إلى الآن. ذلك أن عندنا كتابين متماثلين تماماً ÙÙŠ موضوع جديد، لم يؤل٠Ùيه قبلهما ولم يؤل٠Ùيه بعدهما إلا القليل، هما كتاب (الأØكام السلطانية) للماوردي وكتاب (الأØكام السلطانية) للقاضي أبي يعلى. والكتابان متشابهان متطابقان؛ لأن Ø£Øدهما منسوخ عن الآخر، Ùمن هو صاØب الكتاب الأول؟الماوردي من Ø£Ùقه Ùقهاء الشاÙعية وكان ÙŠÙلقَّب بأقضى القضاة، وأبو يعلى من Ø£Ùقه Ùقهاء الØنابلة، وإذا قيل (القاضي) انصر٠اللقب إليه. والاختلا٠بينهما أن الماوردي Øين يسرد الأØكام يسردها على المذهب الشاÙعي، وأبو يعلى على مذهب الإمام Ø£Øمد. وكانا ÙÙŠ عصر واØد، وبلد واØد، وأظنهما كانا قاضيين ÙÙŠ Ù…Øكمة واØدة!Ùلعل Ø£Øد الأساتذة أو الطلاب الذين يعدون رسائل الشهادات العالية يدرس هذا الموضوع، ويثبت بالأدلة من منهما المؤل٠الأول. أما أنا Ùأميل إلى أنه الماوردي، لأن للماوردي كتاباً آخر قريباً ÙÙŠ أسلوبه ونهجه وطريقته من هذا الكتاب، والله أعلم بالصواب.
المصدر: Ùصول ÙÙŠ الثقاÙØ© والأدب للشيخ علي الطنطاوي، جمع وترتيب مجاهد مأمون – دار المنارة، Ø·1ØŒ 2007هـ (ص 12) بتصرÙ