دستور القراءة والكتابة 14/14

 (تطبيق قرائي كتابي)

خاتمة التفلسف

ولا يضير ما سبق من تفلسف نظري، أن يختلط من آخره بتفلسف عملي -بل هو أجدى عليه- يغرى فيه القارئ والكاتب بما يجمع على كل منهما أعمال القراءة والكتابة، ويشهد على تكاملها، في كتاب واحد لا يقل عن خمسين ومئة صفحة (ثلاث خمسينات)، يقرأ ثلاث القراءات المعروفات (قراءة الإجمال التفكيري، وقراءة التحليل التعبيري، وقراءة التركيب التقويمي)، ليعرض ثلاث عرضات في ثلاث صفحات فقط، بحيث تكون في الصفحة الأولى بعد القراءة الأولى بطاقته التعريفية، وفي الصفحة الثانية بعد القراءة الثانية منطلقاته التأليفية، وفي الصفحة الثالثة بعد القراءة الثالثة خلاصته التقويمية.

البطاقة التعريفية

بالقراءة الأولى يتضح ظاهر الكتاب وموضوعه وكاتبه، وأمور أخرى غير محددة؛ فيستطيع القارئ أن يوجز كلمته الأولى في حجم الكتاب ونشرته وطباعته، وفي حقيقة الموضوع وطبيعته وسياقه، وفي سيرة كاتبه العلمية والعملية المتعلقة به- ويؤخر إلى حين عرض الأمور الأخرى غير المحددة.

المنطلقات التأليفية

ثم بالقراءة الثانية تتضح مبادئ الكاتب ومسالكه ومواقفه، وأمور أخرى غير محددة؛ فيستطيع القارئ أن يوجز كلمته الثانية في منطلقات الكاتب، وما انبنى عليها من تفصيل فصول الكتاب، وما يدل عليها من العبارات المضيئة الواقعة في أثنائه- ويؤخر إلى حين عرض الأمور الأخرى غير المحددة. وليس ألطف في سياق هذا المعنى مما عاناه بعض أساتذتنا حين ابتلي بقراءة كتاب صعب متشتت متفلت، وعرضه؛ فقد صبر عليها، وتمسك فيها بالتقاط أهم ما يصادفه من كلمات وهاجة دالة، ثم لما فرغ أعرض عن الكتاب كله إلى الكلمات التي اجتمعت له، فقلبها وحدها، ورتبها، واستنبط منها عرضه الذي حظي عند طالبيه حظوة كبيرة!

الخلاصة التقويمية

ثم بالقراءة الثالثة تتضح نتائج الكتاب ومناقبه ومثالبه؛ فيستطيع القارئ أن يوجز كلمته الثالثة فيما أنجزه الكتاب في موضوعه، وما أهمله، وما أعجبه منه، وما أزعجه، وما يوصى به في شأنه؛ فلا تمنعنه هيبة الكاتب أو تقدير الكتاب، أن يكتب ما بدا له؛ فإنه إن لم ينفع غيره بما يكتب ينتفع هو به؛ إذ يناصي الكاتب عند نفسه، ويجاريه في عمله، ويباريه في إنجازه.

Related posts

Leave a Comment