دستور القراءة والكتابة 6

[highlight]كل سلسلة متآخذة الحلقات فلا تفلت منها حلقة
وهذه خريطة الحلقات الثلاث الأخيرة كلها
4 Ùˆ5 Ùˆ6
نضر الله وجه من واجهها فارتاح إليها[/highlight]

(لماذا نقرأ ونكتب)

تقديم المعنوية على المادية

على رغم اختلاط العناصر المعنوية والمادية في كل داع من دواعي القراءة والكتابة، بحيث يصعب ادعاء خلوص بعضها للمعنوية وبعضها للمادية- تغلب المعنوية على دواعي الثقافة والراحة والمتعة، والمادية على دواعي القوة والقدرة والفضل؛ ومن ثم ينبغي أن تتقدم في تقدير طالب القراءة والكتابة الثلاثة الأولى كما سبق بما لها من صفة التأصيل الداخلي، وتتأخر الثلاثة الآخرة بما لها من صفة التفريع الخارجي.

بناء العامة على الخاصة

والثقافة والراحة والمتعة والقوة والقدرة والفضل، كل أولئك دواع خاصة لا تتجاوز صاحبها المشتمل عليها؛ فهي تشغله بنفسه وكأن ليس ثم غيره. فأما التثقيف والإراحة والإمتاع والتقوية والإقدار والتفضيل، فدواع عامة تتجاوز صاحبها المشتمل عليها، وتشغله بغيره الذي لا حياة له دونه ولا غنى به عنه، ولكنها لا تعمل حتى تستوفي عملها الدواعي الخاصة -إذ فاقد الشيء لا يعطيه- فلا يثقف حتى يتثقف، ولا يريح حتى يستريح، ولا يمتع حتى يستمتع، ولا يقوي حتى يقوى، ولا يقدر حتى يقدر، ولا يفضل حتى يفضل.

زيادة العامة على الخاصة

ومن قرأ بدواعي نفسه وكتب أوشك أن يكتفي، فأما من قرأ بدواعي غيره وكتب فلا يظن أن يكتفي؛ إذ لا تتطابق طبيعتان -ولو كانتا طبيعتي ابنيه التوأمين- وإذا اختلفت الطبائع اختلفت الدواعي، فاستمرت باختلافها القراءة والكتابة ما تحمل مسؤوليته طالب القراءة والكتابة؛ فإنه لا يدري ما يسأل غدا، ولاسيما أنها مسؤولية تتحمل ولا تفرض، وأن المسؤول هو من يبادر إلى تحملها، لا من يوضع في موضعها!

Related posts

Leave a Comment