[highlight]كلمتي [/highlight]
[highlight]تكامل الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية
اليوم 8/10/2014 ÙÙŠ الندوة الإندونيسية العالمية
التي شغلت الØاضرين Øتى Ù„Ùتتهم عن غيريÂ
Ùتكاثرت علي أسئلتهم Øتى Ø£Øرجتني إلى مواجهتهم باختياراتهم الثقاÙية ومسؤوليتهم عنها
وقريبا بمشيئة الرØمن نرÙع مسجل الجلسة على موقعنا[/highlight]
منذ سبع سنوات (2007)ØŒ Øضرت ندوة اتØاد مدرسي اللغة العربية بمدينة باندونج الإندونيسية، ثم لم ألبث بعدما Ø£Ùبْت٠أن كتبت Ùيها ÙƒÙتيّÙبًا من أدب الرØلة (مؤتمر باندونج بلا جمال عبد الناصر)ØŒ وكان أهمَّ ما Ùيه نصّ٠كلمة Ùضيلة أستاذنا هداية نور ÙˆØيد رئيس مجلس الشورى الإندونيسي عندئذ، التي ارتجلها ÙÙŠ Ù…ÙØªØªØ Ø§Ù„Ù†Ø¯ÙˆØ©.
ومن أهم ما ورد ÙÙŠ كلمته هذه، قوله:
“Ù†ØÙ† كلنا أمة إنسانية أمة إسلامية، ÙƒÙرّÙمْنا بهذه اللغة العربية، ÙƒÙرّÙمْنا كذلك بهذا الوØÙŠ القرآني المØمدي، وإذا ظهر ذلك Ùإن الله -عز وجل!- قد سهل لنا طريق العقيدة، من أجل تÙهم القرآن، واللغة العربية، من أجل تطبيقها ÙÙŠ مجالات الØياة المتعددة؛ وعلى ذلك أنا أرى أننا إذا أردنا أن Ù†Øيا بالÙكر الإسلامي الوسطي، أو بالÙكر الإنساني الوسطي، Ùاللغة العربية هي من الأبواب الرئيسية التي عن طريقها ندخل إلى تÙهم Øقيقة الØياة ÙˆØقيقة الوسطية” (صقر، 2007).
ÙˆÙÙŠ هذه الÙقرة من كلمته، تنبيه ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¹Ù„Ù‰ ثلاثة الأÙكار الآتية:
1 أصالة اللغة العربية ÙÙŠ Ùهم الإسلام.
Ùمن لم يعر٠اللغة العربية لم يتجاوز ÙÙŠ الإسلام منزلة المقلّÙد، والمقلّÙد٠إÙمَّعَةٌ، والمسلم مَنهيٌّ عن أن يكون Ø¥Ùمَّعةً ÙŠØسن Ø¥Øسانَ الناس ويسيء إساءَتهم، مأمورٌ بأن يتØرر من قيد التقليد، لينطلق Ù…Øسنًا غير مسيء.
2 أصالة اللغة العربية ÙÙŠ ممارسة الØياة.
Ùمن لم يعر٠اللغة العربية لم ÙŠÙكر بنظام التÙكير الذي يجمع بين القرآن الكريم والنثر الشري٠والشعر النÙيس؛ Ùلم يتخلَّق بمكارم الأخلاق التي تدعو إليها، ولم ÙŠÙŽØْيَ بنور الهدى والخير والرشاد والسعادة الذي يشع منها.
3 أصالة اللغة العربية ÙÙŠ ضمان الوسطية.
Ùمن لم يعر٠اللغة العربية لم يأمن أن ينØر٠بخواطر الجهل إلى أطرا٠التَّديّÙن، ولا أن ينجر٠بدواعي الغÙلة إلى مهاوي الإÙراط أو التÙريط؛ Ùيسيء من Øيث ظن أنه ÙŠØسن، ويصير من الأخسرين أعمالا “الَّذÙينَ ضَلَّ سَعْيÙÙ‡Ùمْ ÙÙÙŠ الْØَيَاة٠الدّÙنْيَا ÙˆÙŽÙ‡Ùمْ ÙŠÙŽØْسَبÙونَ أَنَّهÙمْ ÙŠÙØْسÙÙ†Ùونَ صÙنْعًا” (سورة الكهÙØŒ من الآية: 103)!
إن كل Ùكرة من تلك الأÙكار الثلاثة، دليل٠مَÙْصÙل٠من Ù…Ùاصل علاقة اللغة العربية بالثقاÙØ© الإسلامية؛ Ùإن اللغة العربية Ùنون (آداب) وعلوم (ضوابط) ومهارات (أداءات)ØŒ تÙكيرية تعبيرية، متدÙقة ÙÙŠ جسم الثقاÙØ© الإسلامية تدÙÙ‚ الدماء ÙÙŠ جسم الإنسان، تØمل له أصول العقيدة والشريعة والأخلاق -ÙتكÙÙ„ له الإيمان والمعاملة والعبادة- مثلما تØمل الدماء٠الماء والغذاء والدواء، Øتى إذا ما اØْتَبَسَتْ أو تَلوَّثت أو سالت -لا قدر الله!- جَÙÙ‘ÙŽ وذوى وهلك أو كاد؛ Ùكل ما يظهر على Ùنون اللغة العربية وعلومها ومهاراتها من ظواهر الاستقامة أو الاعوجاج، والاتزان أو الاضطراب، والائتلا٠أو الاختلاÙØŒ والتوÙيق أو الإخÙاق- ظاهرٌ Øتمًا على الثقاÙØ© الإسلامية.
وليس أعجب ÙÙŠ علاج ما يظهر على الثقاÙØ© الإسلامية من أدواءÙØŒ من دعوة الداعي إلى التØول عن Ùنون اللغة العربية وعلومها ومهاراتها إلى غيرها ولاسيما الإنجليزية -وكنت قديما أظن هذا عبثا من عبث تلامذتنا الجامعيين ÙˆØدهم- Øتى ينتظم أهلها ÙÙŠ رَكْب المتقدّÙمين (مهدي، 2014)Ø› Ùقد اعتبر ما بين الثقاÙØ© الإسلامية واللغة العربية من ترابط Øيوي، من Øيث أراد أن يهمله، وأثبته من Øيث أراد أن ينÙيه، ولكنه انطوى من عداوة الثقاÙØ© الإسلامية وهو المسلم، على ما لم يتØرَّج منه قديما أبو بشر متى بن يونس القÙنَّائيّ٠النصراني (328هـ)ØŒ الذي Ø£Ùرط ÙÙŠ تقدير الثقاÙØ© اليونانية Øتى Øكم عليه أبو سعيد السيراÙÙŠ (368هـ)ØŒ بأنه يدعوه إلى اللغة اليونانية (التوØيدي: 1/109-128)Ø› Ùاعتبر كذلك ما بين الثقاÙØ© اليونانية واللغة اليونانية -وإن عَكَسَ الجهة!- وتآزرت على الزمان الأدلة.
لقد كان الأØرى بالØريص على الثقاÙØ© الإسلامية أن ÙŠØرص على اللغة العربية، لا أن ÙŠÙÙرّÙØ· Ùيها؛ Ùبمثل رأيه تزول من العالم اللغات والثقاÙات شيئا Ùشيئا، مثلما يزول الذين ÙŠÙعاش ÙÙŠ أَكْناÙهم، ويÙعمَّر المÙبتَلَى ÙˆØده إلى أرذل العمر، ويÙنَكَّس، Ùيندم، ولات ساعة مندم!
ومÙÙ† سنن الØياة نَقْص٠ما لم يَزÙدْ، المستÙاد٠من مثل قول أبي البقاء الرّÙنْدÙيّ المعروÙ:
Ù„ÙÙƒÙلّ٠شَيْء٠إÙذَا مَا تَمَّ Ù†Ùقْصَان٠Ùَلَا ÙŠÙغَرَّ بÙØ·Ùيب٠الْعَيْش٠إÙنْسَانÙ
Ùلا زيادة بعد التمام؛ وقديما بكى سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه!- لقول الØÙ‚ -سبØانه، وتعالى!-: “الْيَوْمَ أَكْمَلْت٠لَكÙمْ دÙينَكÙمْ وَأَتْمَمْت٠عَلَيْكÙمْ Ù†ÙعْمَتÙÙŠ وَرَضÙيت٠لَكÙم٠الْإÙسْلَامَ دÙينًا” (سورة المائدة: من الآية 3)Ø› Ùقال له النبي -صلى الله عليه، وسلم!-: مَا ÙŠÙبْكÙيكَ؟ قال: أَبْكَانÙÙŠ أَنَّا ÙƒÙنَّا ÙÙÙŠ زÙيَادَة٠مÙنْ دÙينÙنَا، Ùَأَمَّا Ø¥Ùذْ ÙƒÙŽÙ…ÙŽÙ„ÙŽ ÙÙŽØ¥Ùنَّه لَمْ يَكْمÙلْ شَيْءٌ Ø¥Ùلَّا نَقَصَ! Ùقال: صَدَقْتَ (الطبري: 9/519). قال Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر Ù…Øققه العلامة -رØمه الله!- ÙÙŠ Øاشيته عليه: “إنما عَنى بنقصان٠الدين أهلَ الدين؛ Ùإنهم إذا تطاول عليهم الأمد قست قلوبهم، وقَلَّ تمسّÙÙƒ بعضهم بما Ø£Ùمر به. ومعاذ الله أن يعني عمر٠نقصانَ الدين Ù†ÙسÙÙ‡! ومثله قوله -صلى الله عليه، وسلم!-: بَدَأَ الْإÙسْلَام٠غَرÙيبًا، وَسَيَعÙود٠غَرÙيبًا كَمَا بَدَأَ، ÙÙŽØ·Ùوبَى Ù„ÙلْغÙرَباءٔ.
Ùمن استطاع ألا تÙؤتَى الثقاÙØ© الإسلامية Ù…ÙÙ† Ù‚ÙبَلÙÙ‡ Ùمن العجز ألا ÙŠÙعل، ولن ÙŠÙعل Øتى تزيد به اللغة العربية كل يوم على ما كانت قبله Ùنا وعلما ومهارة -وهذا لب التنمية الثقاÙية- وليس أَزْيَدَ لها من تكامل Ùنونها وعلومها ومهاراتها -ÙÙÙŠ تكاملها تلقيØÙها وتوليدÙها وتَرْبÙيَتÙها- والإÙساØ٠لها منÙردةً ومجتمعةً، ÙÙŠ كل مجال من مجالات اللغة العربية.
تكامل الÙنون اللغوية ÙÙŠ Ù†Ùسها
إنه إذا كان ÙÙŠ الÙنون اللغوية الغنائية (الشعر وما أشبهه)ØŒ ما يثير الØنين، ÙˆÙÙŠ الÙنون اللغوية السردية (القصة وما أشبهها)ØŒ ما يثير الØركة، ÙˆÙÙŠ الÙنون اللغوية الØوارية (المسرØية وما أشبهها)ØŒ ما يثير المشاركة- Ùإن ÙÙŠ الجمع بينها ما يكÙÙ„ اجتماع الØنين والØركة والمشاركة التي تكتمل بها دائرة المشاعر الÙَعَّالة، وسواء أكان هذا الجمع ÙÙŠ الإبداع أم كان ÙÙŠ التمثيل.
أما ÙÙŠ الإبداع Ùإن الÙنان المتØقق بØقيقة الÙن، إذا آمَنَ باØتشاد المشاعر الإنسانية المختلÙØ© ÙÙŠ كل موقÙØŒ ورأى امتزاجها Ùيه امتزاج عناصر الماء، وصَدَقَ Ù†Ùسَه- تآلÙَتْ ÙÙŠ كل عمل من أعماله الÙنون٠المتخالÙØ©ØŒ وتَضاÙرَتْ على الوÙاء بطبيعة المشاعر الإنسانية.
وأما التمثيل Ùإن المؤدّÙÙŠ الØريص على انتباه المتلقين جميعا وإمتاعهم أو إقناعهم، ينبغي أن يأتيَهم من كل سبيل ويØتجَّ عليهم بكل دليل؛ Ùلا يقتصرَ على أمثلة بعض الÙنون اللغوية دون بعض؛ ÙÙŠÙÙ…Ùلَّ بعضا ويÙÙ†ÙÙ‘Ùر بعضا؛ Ùلا خير ÙÙŠ ÙÙقْدان مَنْ ربما ØÙŽÙ…ÙŽÙ„ÙŽ هو دون غيره Ùيما بعدÙØŒ عبءَ Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„ØªÙ†Ù…ÙŠØ©!
تكامل العلوم اللغوية ÙÙŠ Ù†Ùسها
إنه إذا كان ÙÙŠ العلوم اللغوية الÙنية (العروض والبديع والبيان والمعاني والنقد)ØŒ ما يص٠اللغة ÙÙŠ Øال Øركتها، ÙˆÙÙŠ العلوم اللغوية العرÙية (الأصوات والصر٠والدّÙلالة والنØÙˆ)ØŒ ما يص٠اللغة ÙÙŠ Øال ثباتها- Ùإن ÙÙŠ الجمع بينها ما يكÙÙ„ اتّÙزان الØركة بالثبات وانطلاق الثبات بالØركة، وسواء أكان هذا الجمع ÙÙŠ البØØ« أم كان ÙÙŠ التدريس.
أما ÙÙŠ البØØ« Ùإن الباØØ« المتØقق بØقيقة العلم، إذا آمن بضرورة التأصيل والتØديث والتنمية، لم يستغن عن إضاÙØ© الظواهر اللغوية الÙنية المتØركة ÙÙŠ مادة بØثه إلى الظواهر اللغوية العرÙية الثابتة، ولا عن إضاÙØ© نظريات بØثهما العلمية بعضها إلى بعض ÙÙŠ تØرير رأيه، Øتى يستوعب الماضي ويتمكن من الØاضر ويتقدم إلى المستقبل.
وأما ÙÙŠ التدريس Ùلا غنى بالمدرس عن عرض الظواهر اللغوية العرÙية الثابتة، Øتى يتعلم الطالب٠منه التØليلَ والتركيبَ والتقويمَ- ولا عن عرض الظواهر اللغوية الÙنية المتØركة، Øتى يتعلم الطالب٠منه التتبّÙعَ والتثبّÙتَ والتقبّÙÙ„ÙŽ.
تكامل المهارات اللغوية ÙÙŠ Ù†Ùسها
إنه إذا كان ÙÙŠ المهارتين اللغويتين الشّÙÙاهيتين (الاستماع والتØدث)ØŒ ما ÙŠÙؤلّÙ٠بين الØاضرين ثقاÙةً وراØةً ومتعةً وقوةً وقدرةً ÙˆÙضلًا، ÙˆÙÙŠ المهارتين اللغويتين الكÙتابيتين (القراءة والكتابة)ØŒ ما ÙŠÙؤلّÙ٠بين الغائبين- Ùإن ÙÙŠ الجمع بينها ما يؤل٠بين الناس كلهم أجمعين، المنقسمين أبدا على Øاضرين وغائبين، وسواء أكان هذا الجمع بينها جميعا معا، أم كان بين بعضها دون بعض.
أما الجمع بينها جميعا ÙÙيما ÙŠØدث كثيرا من ممارستها كلها ممارسات٠متوازيةً؛ Ùربما تÙاوتت درجتا ممارسة كلّ٠مهارتين، Ùعوَّضت زيادة درجة ممارسة المهارتين الكتابيتين نقص درجة ممارسة المهارتين الشÙاهيتين، والعكس٠بالعكس.
وأما الجمع بين بعضها دون بعض ÙÙيما ÙŠØدث قليلا من موازاة ممارسة مهارة الاستماع بممارسة مهارة الكتابة، وموازاة ممارسة مهارة القراءة بممارسة مهارة التØدث؛ Ùليس لوجود مثل هذه الأØوال الخاصة من تÙسير سوى تكامل المهارات.
تكامل الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية ÙÙŠ Ù†Ùسها
إنه إذا كان ÙÙŠ الÙنون اللغوية (الغنائية والسردية والØوارية)ØŒ انطلاقٌ وارتيادٌ واقتØامٌ، ÙˆÙÙŠ العلوم اللغوية (الÙنية والعرÙية)ØŒ متابعةٌ وتÙسيرٌ وتأصيلٌ، ÙˆÙÙŠ المهارات اللغوية (الشÙاهية والكتابية)ØŒ توصيلٌ وتمكينٌ وتخليدٌ- Ùإن ÙÙŠ الجمع بينها ما يكÙÙ„ تنمية اللغة العربية، وسواء أكان هذا الجمع ÙÙŠ وعي شخص واØد أم كان ÙÙŠ وعي Ø´Ùخوص مؤتلÙين.
أما الجمع بينها ÙÙŠ وعي شخص واØد Ùهو عين اليقين وأمنية المتمنّÙين وينبوع التنمية؛ إذ ÙÙŠ مَصْهَر الوعي الØقيقي العميق الواØد، تتجمع مَوادّ٠التَّØْصÙيل كلّÙها؛ ÙØªØªØ¶Ø Ø¢Ùاق الرؤية، وتتصل Ù…Ùاصل٠الرسالة، وتستقيم مرامي الأهداÙ.
وأما الجمع بينها ÙÙŠ وعي شخوص مؤتلÙين Ùهو عين الØكمة ورجاء المضطرين ومظنة التنمية؛ إذ ÙÙŠ ائتلا٠الوÙعاة المÙتعدّÙدين، ما يكÙÙ„ بينهم تضاÙرَ Ø¢Ùاق٠الرؤية -ÙتتضØÙ Ù…Ùنْ Ø®Ùاء- ومÙاصل٠الرسالة -Ùتتصل٠مÙن٠انقطاع- ومرامي الأهداÙØ› Ùتستقيم٠مÙن٠اعوجاج.
تكامل الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية
يتخيل الإنسان كل شيء ماديّ٠يريده، ثم يعمله، ولا اعتبار لما لا يريده؛ Ùليس Ù…ÙÙ† همّÙÙ‡ تخيّÙÙ„ÙÙ‡ ولا عملÙÙ‡. أما ÙÙŠ أثناء تخيله ما يريده Ùاللغة من أمامه، ترتاد له المجاهل، وتؤنسه بها. وأما ÙÙŠ أثناء عمله ما تخيله Ùاللغة من خلÙÙ‡ تقوم عليه، وتعتني به، وترعاه. Ùإذا ÙˆÙَّاها Øقها ÙÙŠ أثناء التخيل، انتÙع بها ÙÙŠ أثناء العمل، وإلا Ùاجأه ما أشكل عليه Ùخبط ÙÙŠ علاجه خبط عشواء؛ Ùأخطأ أو أصاب؛ وأØسن أو أساء.
أما تقدّÙم٠اللغة ÙÙŠ أثناء التخيل ورÙيادتÙها، Ùمن Øيث يتوجَّه Ùيها التÙكير٠بالتعبير؛ ÙÙƒÙلَّما خَطَرَ تعبيرٌ أو تكوَّن خَطَرَتْ Ùكرةٌ أو تكوَّنت، ولا تقوم للخواطر غير٠اللغوية قيمةٌ كبيرة مؤثرة، Øتى تتØول إلى خواطر لغوية، وكأن العقل مَكْتَبÙيٌّ ÙŠÙÙهرÙس الكتبَ بكلمات وعبارات Ù…ÙÙتاØيَّةÙØŒ ثم يستغني بها عنها!
وأما عناية٠اللغة ÙÙŠ أثناء العمل ورÙعايتÙها، Ùمن Øيث يجتمع Ùيها التÙكير والتعبير؛ Ùتصير Ù…Ùركَّباتهما كنموذج الصنعة الذي يضعه الصانع أمامه ليقلده، ولا ÙŠÙتأ ÙŠÙراجÙعÙÙ‡ ويÙقايÙسÙÙ‡ ويÙطابÙÙ‚ÙÙ‡.
من تكاملت لديهم الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية
طَوال Ù…Ùزْدَهَر الØضارة العربية الإسلامية تكاملت ÙÙŠ وعي بÙناتها الÙنون٠والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية، ÙلاسÙةً كانوا أو أطباءَ أو كيميائيين أو مهندسين أو جغراÙيين أو مؤرخين أو أدباءَ أو لغويين…- وعرÙوا Øقيقة الأمر واجتهدوا ÙÙŠ سبيلها ودَلّÙوا عليها.
ثم لما خَبَتْ جذوة الØضارة العربية الإسلامية انÙرد المستمسكون بها الØريصون عليها، بمعرÙØ© تلك الØقيقة والاجتهاد ÙÙŠ سبيلها والدلالة عليها -مهما استثقلهم الناس، واستغربوهم، وأعرضوا عنهم!- وصارت هذه المعالم Ø´Ùعارَهم الذي به يتميزون ويÙعرÙون.
الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر
ÙÙ…Ùمَّن تكاملت لديهم الÙنون٠والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية، ÙÙŠ هذا العصر الذي عَصَرَنÙÙŠ ثماني وأربعين مرة- الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر (1909-1997) -رØمه الله!- الكاتب الأديب الÙØ°ØŒ الذي لم يدخل إلى جامعة القاهرة إلا بعد أن ائتلÙت ÙÙŠ وعيه أصول اللغة العربية والرياضيات العليا، ووق٠منها على مبادئ أَوَّليَّة قوية استند إليها ÙÙŠ التأمل والتÙكير واعتمد عليها. ولولا الدكتور طه Øسين الذي صرÙÙ‡ إلى دراسة اللغة العربية بكلية الآداب لربما تخصص لدراسة الرياضيات بكلية العلوم.
ÙÙŠ Ù…ÙØªØªØ Ø¯Ø±Ø§Ø³ØªÙ‡ الجامعية Ùوجئ شاكر بأستاذه الدكتور طه Øسين ÙŠÙشكّÙÙƒ طلاب السنة الدراسية الأولى من قسم اللغة العربية بكلية الآداب من جامعة القاهرة، ÙÙŠ مصادر اللغة العربية، وميز ÙÙŠ كلامه Ø£Ùكار مرجليوث المستشرق الإنجليزي قد ادعاها لنÙسه؛ Ùسأله Ùيها، ÙˆØاوره، وناقشه، وأعاد، وزاد، وكرر، وأنكر؛ Ùلما وجده استكبر أن يعود إلى الØÙ‚ أعرض عنه وعن القسم والكلية والجامعة ومصر كلها!
نعم؛ هاجر إلى الØجاز، ثم عاد بعد عامين، Ùاعتزل الناس، وانقطع سنين طويلة للÙنون والعلوم والمهارات اللغوية العربية والعربية غير اللغوية، ÙŠÙسائÙÙ„Ùها عن Øقيقة الØضارة العربية الإسلامية، Øتى استقرت لديه أصولها، وميَّزَ منها ما لا ÙŠÙميّÙزه غيره، واهتدى إلى ما لم يهتد إليه، Øتى أبدع بعض الأعمال الÙنية اللغوية العميقة الباهرة (القوسَ العذراء، واعصÙÙŠ يا رياØ)ØŒ وانتهج بعض المناهج العلمية الخاصة (التَّذَوّÙÙ‚ÙŽ)ØŒ ووضع بعض النظريات الأصيلة (التَّشْعÙيثَ) (مصلوØØŒ 1991ØŒ 162)ØŒ وكتب ÙÙŠ ذلك، ÙˆØَقَّقَ، واستقبل ببيته طلاب Øقيقة الØضارة العربية الإسلامية الغائبة عن الجامعات البØثية والتدريسية -وكنت٠أØدهم- وبذل لهم من Ù†Ùسه وماله، Øتى استوى بيتÙÙ‡ واستمر Øتى ÙˆÙاته -رØمه الله!- جامعةً أخرى صØÙŠØةً واعيةً!
الدكتور جمال Ù…Øمود Øمدان
وممن تكاملت لديهم الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية، ÙÙŠ عصرنا هذا كذلك- الدكتور جمال Ù…Øمود Øمدان (1928-1993) -رØمه الله!- الجغراÙÙŠ الأديب الÙØ°ØŒ الذي كان هو وأساتذة قسم الجغراÙيا بكلية الآداب من جامعة القاهرة، كما Øدثني زميله الدكتور يوس٠Ùايد الذي صار Ùيما بعد رئيس قسم البØوث والدراسات الجغراÙية بمعهد البØوث والدراسات العربية من جامعة الدول العربية -وقد عملت٠Ùيه مدةً بقسم البØوث والدراسات التراثية- يصطÙون أمام الخريطة يتأملون معالمها، ويتÙكرون Ùيها، ثم ÙŠØللونها، ويركبونها بما لا يخÙÙ‰ على Ø£Øد منهم، إلا الدكتور جمال Øمدان؛ Ùقد كان يبهرهم من نتائج نظره العميق المؤيَّد الثاقب، بما لم يخطر لأØد منهم ببال!
والدكتور جمال Øمدان المعرو٠بØصيلته اللغوية العربية الصØÙŠØØ© الواعية، ÙˆØصيلته الجغراÙية الأصيلة الطامØØ©ØŒ “لم تكن الجغراÙيا لديه إلا رؤية إستراتيجية متكاملة للمقومات الكلية لكل تكوين جغراÙÙŠ وبشري ÙˆØضاري، ورؤية للتكوينات وعوامل قوتها وضعÙها. وهو لم يتوق٠عند تØليل الأØداث الآنية أو الظواهر الجزئية، وإنما -هكذا، والأدق “بل”- سعى إلى وضعها ÙÙŠ سياق٠أعم وأشمل وذو بÙعْد٠-هكذا، والصواب “وذي بÙعْدٔ- مستقبلي أيضا؛ ولذا Ùإن جمال Øمدان عانَى مثلَ أنداده من كبار المÙكرين الإستراتيجيين ÙÙŠ العالم، من عدم قدرة المجتمع المØيط بهم على استيعاب ما ينتجونه؛ إذ غالبا ما ÙŠÙكوّÙÙ† رؤية سابقة لعصرها بسنوات، وهنا ÙŠØµØ¨Ø Ø¹Ù†ØµØ± الزمن هو الÙيصل للØكم على مدى عبقرية هؤلاء الإستراتيجيون -هكذا، والصواب “الإستراتيجيين””(ويكيبيديا: الموسوعة الØرة).
Ùلذلك استقال من الجامعة أستاذا مساعدا، واعتزل ببيته منقطعا لأعماله التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. ولمّا لم ÙŠØ±ØªØ Ø¥Ù„Ù‰ ÙØªØ Ø¨ÙŠØªÙ‡ لطلاب Øقيقة الØضارة العربية الإسلامية كما Ùعل شاكر، اضطÙرّÙوا إلى تتبع أعماله والامتناع بها من أوهام الجامعات البØثية والتدريسية كذلك، ولاسيما كتابه الكبير “شخصية مصر: دراسة ÙÙŠ عبقرية المكان”ØŒ ذو ثلاثة الأجزاء (شخصية مصر الطبيعية، وشخصية مصر البشرية، وشخصية مصر التكاملية)ØŒ الذي تجلَّى Ùيه وعيÙÙ‡ التكامليّ٠الÙَذّ٠(ويكيبيديا: الموسوعة الØرة).
هجران الجامعات
كلا الأستاذين الجليلين Ø£Ùضى به تكامل الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية ÙÙŠ وعيه، إلى هجران جامعته التي كانت Ù…Ùنْتَمَى ØÙÙ„ÙÙ…ÙÙ‡ ومÙنْتَهَى Ø£ÙŽÙ…ÙŽÙ„Ùه، والاستهانة٠بالعمل الجامعي البØثي والتدريسي، والاشتغال٠بما يراه أصدق وأمكن وأكرم وأنÙع؛ وليس أشدَّ من Øالهما تنبيها على ضرورة التوق٠ÙÙŠ Ø£Øوال هذه الجامعات المهجورة وأعمالها المستهان بها:
1 Ùإما أن نغيرها تغييرا كاملا، وموطن المخاÙØ© ÙÙŠ هذا الرأي أن هذه الجامعات المهجورة قد اسْتَشْرَتْ Ùيها أَدْواء٠الÙَصْل بين الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية، Øتى اسْتَعْصَتْ على التغيير!
2 وإما أن نستبدل بها استبدالا قاطعا، وموطن المخاÙØ© ÙÙŠ هذا الرأي أن هذه الجامعات المهجورة قائمة لا ÙŠÙزيلها التَّعامي عنها!
3 وإما أن نغيرها ونستبدل بها جميعا معا، وموطن المخاÙØ© ÙÙŠ هذا الرأي أن تتÙاوت بين الجامعات المعمورة والمهجورة، الÙÙرَص٠منØا ومنعا؛ Ùيرتدّ ظلمٌ، ويضطرب Øقدٌ، وينتشر Ùسادٌ.
والرأي هو الثالث، على أن ÙŠØªØ§Ø Ù„Ø£Ù‡Ù„ الجامعات المهجورة الÙاصلة بين الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية المتكاملات -إذا غَيَّروا ما بأنÙسهم- أن ينتقلوا إلى الجامعات المعمورة الواصلة بين هذه المتكاملات، Ùتزول المهجورة بانتقالهم عنها قليلا قليلا.
وربما ظÙنَّ هذا هو ما تÙعله الآن هيئات٠الجودة والاعتماد، وليس به؛ Ùلا علاقة لهيئات الجودة والاعتماد بغير التجهيزات الأوَّليَّة الظاهرة على المستويات التأسيسية والتكميلية Ùقط، ولا اعتبار عندها لمقام تكامل الÙنون والعلوم والمهارات اللغوية وغير اللغوية، الØضاري الراسخ العالي، الذي تنسلك ÙÙŠ سÙلْكه المستويات٠كلّÙها عÙليا وتكميليةً وتأسيسيةً، وترتوي من معينه، وتستظل بظله.
المراجع
– التوØيدي (أبو Øيان): ” كتاب الإمتاع والمؤانسة”ØŒ صØØÙ‡ وضبطه ÙˆØ´Ø±Ø ØºØ±ÙŠØ¨Ù‡ Ø£Øمد أمين وأØمد الزين، نشرة لجنة التألي٠والترجمة والنشر، بالقاهرة، والمكتبة العصرية ببيروت،
– صقر (الدكتور Ù…Øمد جمال): “مؤتمر باندونج بلا جمال عبد الناصر”:
http://mogasaqr.com/?p=299
– الطبري (أبو جعÙر Ù…Øمد بن جرير): “جامع البيان عن تأويل آي القرآن”ØŒ تØقيق الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر، ونشرة مؤسسة الرسالة، وطبعة 1420= 2000ØŒ الأولى.
– Ù…ØµÙ„ÙˆØ (الدكتور سعد): “Ù†ØÙˆ آجرومية للنص الشعري: دراسة ÙÙŠ قصيدة جاهلية”ØŒ مجلة Ùصول، المجلد العاشر العدد الأول يوليو 1991.
– مهدي (وليد): ” الثقاÙØ© والØضارة والتاريخ: المسيرة الإنسانية Ù†ØÙˆ التكامل العضوي”ØŒ مقال بمجلة الØوار المتمدن، العدد 4380:
http://www.ahewar.org/search/Dsearch.asp?nr=4380
– (ويكيبيديا: الموسوعة الØرة):
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%AD%D9%85%D8%AF%D8%A7%D9%86
9