مشكلات تدريس علم الصرف ٣

مشكلات تدريس علم الصرف
(الكتاب)
Ù£

إهمال كلمات المجال الاشتقاقي
في مثل اللغة العربية من اللغات الاشتقاقية، تتولد كلمات كثيرة مختلفة الصيغ من أصل معجمي واحد، مثلما يتولد أولاد الأسرة الواحدة؛ فتأتلف بهذا الأصل إذ تختلف صيغها، مثلما يأتلف أولاد الأسرة الواحدة بإرث أبويهم إذ تختلف شخصياتهم.
وكما نحتكم في تقدير الولد المجهول الشخصية إلى سمعة إخوته (نسبه)، نحتكم في تقدير صيغة الكلمة إلى كلمات مجالها الاشتقاقي الذي تحتشد فيه هي وكل ما شاركها في أصلها المعجمي؛ فصيغة فعيل -ومنها: عليم، وكريم- مثلا، يجوز أن تكون صيغة مبالغة في اسم الفاعل، وأن تكون صفة مشبهة؛ فإذا اشتمل مجالها الاشتقاقي على اسم الفاعل -ومنه عالم لعليم- كانت صيغة مبالغة فيه، وإلا كانت صفة مشبهة، ككريم التي ليس في مجالها كارم، ولا اعتبار لشذوذ اللهجة المصرية بكارم.

إهمال كلمات المجال المعجمي
لم تنخلع صيغة الكلمة في إبداع صائغها الأول من صيغ أشباهها ولا من صيغ أضدادها؛ فلا تنخلع منهما في اعتبار مؤلف كتاب المقرر من علم الصرف. وبنظام كلمات المجال المعجمي مع نظام كلمات المجال الاشتقاقي ثبتت عند العقاد شاعرية اللغة العربية التي بنى عليها كتابه اللغة الشاعرة.
وما أكثر ما عجز الصرفيون عن تصنيف صيغة كلمة؛ فلجؤوا إلى ما تصنف من أشباهها أو من أضدادها، فأجروها مجراه؛ مثلما فعلوا بكلمات صيغة فعل بمكسور فساكن، بمعنى مفعول ØŒ كحجر وفرق وذبح وخطب ونكح…Ø› إذ سلكوها جميعا في مسلك اسم المصدر.

عدم التنبيه على المتشابهات والمشتبهات
ليس أدل على إخلاص المؤلف وحرصه من استطراده إلى ما يقارب صيغة الكلمة الحاضرة أو يلابسها من صيغ الكلمات التي لا يلقي لها طالب علم الصرف بالا، ولكنه ينتفع بها من وقته زيادة بيان، ثم يعرف بعدئذ قيمتها الكبيرة. وهل ألطف من الاستطراد إلى تشابه بطر يبطر بطرا وأشر يأشر أشرا (تكبر يتكبر تكبرا)، المترادفة وزنا ومعنى، واشتباه لبس المفتوح الباء (أغمض)، بلبس المكسورها (ارتدى)، المختلفين وزنا ومعنى!

Related posts

Leave a Comment