8 ب=مَصَادِرُ

ثاني أصول المنهج التأسيسية مَصَادِرُ تنبُع منها المسألة وتصدر عنها. وعلى حسب هذه المسألة تكون المصادر، كما على حسب هذه المصادر تكون المسألة، ولا مُعْضِلَةَ!
رُبّما غَمَضَ مَجيءُ المصادر في الأصول بعد المسألة التي إنما نبعت منها وصدرت عنها، حتى يتضح أن للمصادر عَمَلَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ على فترة: أولُهما فيما يَطلُبه أيُّ ابن سبيل من علم أَوَّلِيٍّ يُثير أسئلتَه، وثانيهما فيما يَطلُبه من جواب المسألة التي ينقطع لها دون غيرها.
ولقد ينبغي التنبيه على أن حال المصادر في عملها الثاني غير حالها في عملها الأول؛ فإنها إن تكن في الأول عَفْوِيَّةً عامَّة تثير أسئلة كثيرة مختلفة وتجيب بعضها دون بعض، فهي في الثاني قَصْدِيَّةٌ خاصَّة تثير المسألة المختارة وتجيبها.
يرجع الباحث إلى المصادر في هذا الأصل الثاني رجوعا خاصا؛ فلا يَعْبَأُ منها إلا بمصادر مسألته القصدية الخاصة، وإن أَحاطَها أحيانا بهالةٍ من المصادر العفوية العامة.

Related posts

Leave a Comment