هي درجات التأكّد من حقيقه وجود الله والإسلام والإيمان واليقين.
الإسلام هو أول درجات التأكّد من حقيقة وجود الله، سبحانه، وتعالى! هو التسليم بحقيقه وجود الله. و يتحقق الإسلام بالاستسلام الكامل لأوامر الله القضائيّة والتشريعيّة، وذلك بأن يطيع المسلم أوامر الله -وإن كان لها كارها وغير مدرك لجوانب الخير فيها- خوفا من العذاب، أو رغبة في الثواب. هو اتّباع خاتم النبيين محمد بن عبد الله، صلى الله عليه، وسلّم! وللإسلام واقع مادي وعملي وسلوكي، وهو عدم الاعتداء على الآخرين؛ قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، أو كما قال.
الإيمان هو تحقق الأمن والطمأنينة والسكينة للفرد والجماعة، الناتج عن قناعة الفرد بأنّه يتّبع المنهج الصائب الصالح. هو درجة عليا من درجات التأكّد من حقيقة وجود الله. ويكون عند تحقق قدرة الفرد على إدراك الحكمة في أوامر الله القضائية والتشريعيّة. ويصل إليها المؤمن بالعلم والبحث والفهم، لإدراك جوانب الخير والفائدة من أوامر الله القضائيّة والقدريّة والتشريعيّة. واقع الإيمان أن يستطيع المؤمن بمعارفه وعلمه وبصيرته أن يرى الخير في أوامر الله القضائيّة والتشريعيّة، وأن يدرك أنّ الله -سبحانه، وتعالى!- تنزّه عن العبث، فأمره كلّه خير. المؤمن لا يصنع الأقدار، لكنّه يعاملها، أي لا يعتمد على أن تأتي الأقدار كما يهوى ويرغب، لكنّه يتّخذ من المواقف والتصرفات والقرارات الحكيمة ما يجعلها -أيا ما كانت- مصدر خير له. وللإيمان واقع مادي وعملي وسلوكي، يقول الله: “الذين آمنوا وعملوا الصالحات”. قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: “والله لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم” -أو كما قال- فالإيمان فكره تستقر في النفس ويصدقها العمل.
اليقين هو أعلى درجات التأكّد من حقيقة وجود الله، ويكون بأن يحب الموقن أوامر الله القضائية والتشريعية، حبا نابعًا منطلقا من حبه لله. وصور اليقين ثلاثة:
1) علم اليقين، ويكون من عظيم ثقة الموقن بوجود الله، وثقته بصدق رسول الله في التبليغ عن الله.
2) عين اليقين، ويكون للموقن في الآخرة يوم القيامة عندما يعاين بنفسه صدق ما بلّغ الرسولُ عن الحق، سبحانه، وتعالى!
3) حق اليقين، ويكون بعد دخول الموقن الجنة والكافر النار، وهو أعلى درجات التأكّد من صدق ما جاء به الرسول.
ولليقين واقع عملي ومادي وسلوكي، هو الاحسان في كل شيء وعلى كل حال. والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. يقول الله: “وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين”؛ فلكي يكون النبي إبراهيم أكثر ثباتا ورسوخا بالحضرة العليّة، مكنّه الله من تحقيق الخبرة والدراية بالموجودات خارج إطار الأرض محل وجوده هو وبني جنسه، ليدرك واسع ملك الله وعظيم سلطانه.
والله أعلم!