فلسفة الحريّة، في 25 أبريل 2016، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!


الحمد لله رب العالمين!

الحريّة هي القدرة على الاختيار. لقد خلق الله الإنسان حرا مريدا مختارا، وأكبر مظاهر هذه الحرية التي منحها الله له أن سمح له بأن يختار بين أن يعبده -سبحانه!- وأن يعبد غيره؛ لذا فإنّ الحرية هي قدرة الإنسان الفرد أو الجماعة أو الدولة على الاختيار بين البدائل المتاحة.
مظاهر هذه القدرة
1) قوه البدن؛ فالمريض أسير، والمرض يجعل الإنسان محدود الإرادة.
2) سلامة العقل؛ فالمجنون محتجب عن إدراك الواقع المحيط به.
3) سعة الرزق؛ فالفقير مقيّد بقدر قليل جدا من الخيارات والبدائل المتاحة له ليختار من بينها.
4) صحّه النفس، وتعني أن يكون الإنسان متّزنا في انفعالاته لا مندفعا في اختياراته، وألا يكون هواه وميله النفسي هو المسيطر عليه عند الاختيار وتحديد الأفضل والأصلح، وقد أمرنا الله ألا نتّبع الهوى، بقوله -سبحانه، وتعالى!-: “ومن نهى النفس عن الهوى فإن الجنّة هي المأوى”، وقوله: “ونفس و ما سواها فألهمها فجورها وتقواها”. الفجور هو رغبة النفس في إشباع حاجاتها دون التقيّد بقانون، لأن عدم تقيّد الإنسان بأي قوانين أو ضوابط عند تحديد اختياراته، يهلك الإنسان فردا أو جماعة ويبدد القوة ويدمر القدرات. التقوى هي رغبة النفس في إشباع حاجاتها من خلال القانون- والتقيّد بالقوانين والأطر القيميّة والأخلاقيّة عند الاختيار هو الحارس والضابط والمنظّم لانفعالات الفرد والمجتمع.
ضروريات صحة الاختيار
1) وفرة المعارف؛ فالجاهل محدود الفرص، لأنه لا يعرف الكثير من البدائل
المتاحة له بالفعل ليختار من بينها.
2) مهارة الفكر؛ فالغبي لا يحسن تحديد أولوياته.
3) التطلّع والطموح؛ فالخانع يرضى بأي شيء، وليس لديه الدافع لأن يعيش الحياة.
والله أعلم!

(19) المشاهدات


موضوعات ذات صلة

Leave a Comment