قرينة تعيين ضمير الغيبة واسم الإشارة لمسمييهما

عرَّف النحاة العلم بأنَّه: اسْمٌ يُعَيِّنُ المُسَمَّى مُطْلَقًا.
وقيد (مطلقًا) لإخراج ما عينه بواسطة قرينة لفظية كالرجل، وإما قرينة معنوية، كضمير الغيبة، وإما قرينة حسية كاسم الإشارة، قالوا: إذا قلت: هذا زيد، ولم تُشِرْ إليه لم يكن معرَّفًا، وإذا أشرت صار معرفة بواسطة إشارة، وهي حسية أم ملموسة تُرى!
سؤالي: مرجع ضمير الغائب نحو: محمد أكرمته، كيف تكون القرينة فيه معنوية، وكما تلحظون أنَّ الضمير ملفوظ به، أليس مثل (الرجل)؟
وأيضًا كيف يقولون بأنَّ قرينة اسم الإشارة حسية، مع أنَّه قد لا يكون إشارة حسية، كأن تقول: هذا كلام حسن، بدون أن تشير، أليست هذه قرينة معنوية؟

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
أما كون قرينة تعيين ضمير الغيبة لمسماه معنوية، فمن حيث يعود إلى مفهوم من كلام سابق.
ومن ألطف ما يبين لك ذلك قولهم: من كذب كان شرًّا له، أي: كان الكذب شرًّا له، ولا ذكر للكذب كما ترى.
والضابط مطلق غير مقيد بمثالك، ثم هو كذلك في مثالك نفسه، لا معيار لعودة ضمير الغيبة إلى مرجعه إلا الفهم؛ فالقرينة معنوية بلا ريب.
أما كون قرينة الإشارة إلى الكلام حسية فمن حيث يراد مسموعه المنطوق لا دلالته المفهومة، والسمع حاسة مادية لا معنوية.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment