مَـا أَنَــا يَـا رَبِّ إِلّا عَبْدُكَـا
قَدْ رَمَاهُ التِّيهُ فِي بَحْرِ الظُّنُــونْ
وَظَـلَامُ الجُبِّ يَحْكِي قِصَّتِي
إِذْ جَنَيْتُ الْيَوْمَ أَحْلَامَ الْخَؤُونْ
لَمْ يَرِدْ نَحْوِي سِوَى قَـافِلَـةٍ
قَدْ شَرَتْ نَفْسِي لِأَوْهَـامٍ تُهِينْ
آهِ مِنْ نَفْسٍ تَرَى إِسْعَــادَهَـا
فِي وِصَالِ الَّليْلِ أَوْ وَصْلِ الْفُتُونْ
غَرَّنِي يَا رَبِّ أَحْلَامُ الصِّبَــا
رَسَمَتْ دُنْيَايَ كَالْعِجْلِ السَّمِينْ
لَـمْ أَذُقْ إِلَّا سَرَابًـا وَأَسًـى
آهِ مَـا أَقْسَى عَذَابَـاتِ السِّنِينْ
كُلُّ مَنْ فِي الْكَوْنِ حَوْلِي هَاجَرُوا
لِنِـدَاءِ اللهِ وَالْحِصْنِ الْحَصِـينْ
وَأَنَـا حَارَتْ خُطَى أَسْئِلَتِي
غَرَّهَا التَّسْوِيفُ مِنْ وَعْدِ الْقَرِينْ
وَيْحَ أَحْلَامٍ مَضَتْ تَائِهَـةً
وَأَنَا رُوحِيَ أَشْقَـاهَا الْأَنِينْ
لَيْتَهَا سَارَتْ مَعَ الرَّكْبِ إِلَى
عَرَصَاتِ النُّورِ وَالدَّرْبِ الْمُبِينْ
رَبِّ ذِي نَفْسِي وَذِي أَحْلَامُهَـا
لَا تَذَرْ نَبْضِيَ لِلْبَلْوَى رَهِينْ
قَلَّ زَادُ النَّفْسِ يَا رَبِّ وَمَا
فِي يَدَيْكُمْ يَا إِلَهِي مَا يُعِينْ
سَطَّرَتْ آيَاتُكُمْ مَكْرُمَةً
لَا قُنُوطَ الْيَوْمَ لَا ذَنْبٌ يَشِينْ
مَنْ أَتَى يَرْجُو مَتَابًا آيِبًا
قُلْتَ ذَا عَبْدِي أَنَا الرَّبُّ الْمُعِينْ
هَا أَنَا يَا رَبِّ فِي شَهْرِ التُّقَى
سَكَبَتْ رُوحِيَ أَنْفَاسَ الْحَنِينْ
(44) المشاهدات
