الطناحيون

كانت للدكتور محمود محمد الطناحي أستاذنا الحبيب وصديقنا الجليل -رحمه الله، وطيب ثراه!- سيارتان: قديمة وحديثة، وكان يركب الحديثة حتى إذا حبَسها حابسُ السيارات ركب القديمة؛ فكان يسمي القديمة “المنصوب بنزع الخافض”، من اصطلاح النحويين على مثل “قوم” في “واختار موسى قومَه سبعين رجلا”، تعبيرا عن أن سيارته القديمة لا تشم رائحة الطريق حتى تُزال عنها سيارته الحديثة التي تكتم أنفاسها مثلما يكتم حرف الجر نفس الاسم المجرور! ربما قلت: كلُّ نحويّ ومصطلحاته، فقلت لك: ما أكثر النحويّين، وما أندر الطناحيّين!

إقرأ المزيد

تسحيرة، للبهاء زهير

سأله بعض المؤذنين عمل أبيات ينشدها في الأسحار، فقال: ألَا يا أيها النائمُ إن الليلَ قد أَصبحْ وهذا الشَّرقُ قد أَعلَن بالنور وقد صَرَّحْ ألم يُوقظْك مَن ذَكَّرَ بالله ومَن سَبَّحْ فما بالُ دواعيك إلى الخيرات لا تَجْنَحْ إذا حرَّكَكَ الذِّكْرُ تَشاغلْتَ ولم تَبْرَحْ أضعتَ العمْرَ خُسرانًا فَبِاللهِ متى تَرْبَحْ لقد أَفلحَ مَن فيه يقولُ اللهُ قدْ أَفْلَحْ إذا أَصبحتَ في عُسْرٍ فلا تَحزَنْ له وافْرَحْ فبعدَ العُسرِ يُسْرٌ عاجلٌ وَاقرَأْ أَلَمْ نَشْرَحْ

إقرأ المزيد