سلام الله على أستاذي الكريم
منذ حضرت للأردن تقلص الوقت وبالتالي صرت أقصر في الرد
أعجبني تناولك وأنوى التركيز عليه والتغليق وإجراء مقارنة به لأبيات قيلت في أوائل خمسينات القرن الماضي
أيام المجد العربي عندما كان زعماؤنا يقبضون مقابل خيانتهم… أين نحن اليوم من ذلك المجد صرنا ندفع لجعلهم
يشرفوننا بقبول خيانتنا
فيم افتخارك والزعيم مراوغ فينا وأفعى
يلتف في برد الخيانه في الدّجنّه ثم يسعى
يسعى الى دار السفير فان رآه هوى وأقعى
لينال أجر خيانه الاوطان عشرينا وتسعا
“وأحظى منه عند المحدثين، وما ذاك إلا أنه أشبه منه عجلةً وصخبًا بالحياة الحديثة؛ لكأن تفعيلاته خيول يسابق بعضها بعضا -وتفعيلات الطويل جِمالٌ مُتَساندة!- تتنازع طَرَفَيْ رسالة هذا النص القصير التي تفضح استعجال خائني الأوطان: هروب الفاسد من اختبار الدخول، وسكوت الطامع على دخوله دون اختبار! وما التفاعيل السالمة -وهي عشر- إلا صورة ذلك الهروب، ولا التفاعيل المضمرة –وهي ثمان- إلا صورة هذا السكوت؛ يستعجل الفاسد الدخول قبل أن يفتضح فساده، ويستكتمه الطامع في جدواه”!
هل هذا الكلام ذاتي أم موضوعي ؟
*******
حياك الله أخي الكبير الكريم وأحيانا بك
هذا الكلام موضوعي ذاتي
*******
تقول أستاذي : هذا الكلام موضوعي ذاتي
أستاذي الفاضل كل ما يعتبره إنسان موضوعيا فهو ذاتي عنده بالضرورة
أرجو أن تأخذني على قدر عقلي في هذا السؤال وأرجو أن تفترضني طالبا استعصى عليه الربط بين سلامة التفاعيل وإضمارها من جهة والهروب والسكوت من جهة اخرى.
تفاعيل مضمرة تمثل السكوت | تفاعيل سالمة تصور الهروب |
وَابنُ الْمَرَا | |
ــيمٍ يدعي | غَةِ مِنْ قَدِيـــــــ |
ـــــمُ المُدَّعِي | نَسَبَ الْجَمَاعَةِ بِئْسَ الِاسْــ |
تَعْدَادِهَا يَا لَيْتَهَا | قبِلَتْهُ وَاطَّرحَتْهُ مِنْ |
ــــلَ الْمَرْتَعِ | قَطَعَتْهُ قَبْـــــــ |
سَكَتَتْ عَلَيْهِ وَخَانَها فَتَخَاوَنَا | |
شَيْطَانُ عِنْدَ الْمَقْطَعِ | وَتَفَاخَرَ الشْــ |
وهل في حال صحة هذه الرؤية تراها تنطبق على كل النصوص القصيرة أم خاصةبهذه.
إن تكن خاصة بهذه فقد يسال أحدهم هلر جاءت نظما بتصميم مسبق ؟ وإن لم تكن كذلك ولا تنطبق على سواها فما دلالة ذلك؟
وهل الفاصلة في الوافر لها ذات الدلالة
الإجابة التي أستطيع فهمها ستمكنني من تقرير المضي في خطوة لتناول (معلقة عنترة مثلا ) على ضوء ما يتمخض عنه جوابك لي أو عدم المضي
حفظك ربي ورعاك.
*******
أخي الكبير الكريم،
بين المتحركات والسواكن كما تعلم، فرق تعبيري واضح؛
ومن ثم ينبغي لمن دقق تعبيراته تدقيقا، أن يراعي الأولى في التعبير عن عكس ما يعبر عنه بالآخرة.
وليس أدق تعبيرا عن الهروب من المتحركات كما تعرف، ولا عن السكوت من السواكن.
وفي مقام الاختبار الذي يختلط فيه الفساد والخيانة، تضطرب الأعمال اضطرابا شديدا كما تعرف، دون أن يختل ذلك الأصل،
ولقد ينبغي لك أن تفتش عن أثر ذلك، مهما استخفى!
ولعلني أدلك على طرف منه فيما يأتي:
وابن المرا: هو معروف (سكوت)،
غة من قدي: ذو أفاعيل (هروب)،
م يدعي: انخدعوا بها (سكوت)،
نسب الجما: بالغَ فيها (هروب)،
عة بئس الاس: لم يعبأ برأي أحد (هروب)،
م المدعي: يعرفون خبثه (سكوت)،
قبلته واط: نجح في المرور (هروب)،
طرحته من: تفادى العوائق (هروب)،
تعدادها: تركه بعضُهم وراء بعضهم (سكوت)،
يا ليتها: لم يتجاوزوا المعرفة (سكوت)،
قطعته قب: لم يترك لهم أول فرصة (هروب)،
ل المرتع: سلموا له (سكوت)،
سكتت علي: عطل قدرتهم على مناظرته (هروب)،
ه وخانها: فاجأهم بأعماله (هروب)،
فتخاونا: جرّهم معه (هروب)،
وتفاخر الش: شاركهم العدو الأكبر (سكوت)،
شيطان عن: المعروف لهم (سكوت)،
د المقطع: الذي له الخراب كله (سكوت)!
عافانا الله وإياكم، من أفاعيل هؤلاء وأولئك وهاؤلائك،
والسلام!
(41) المشاهدات
أكرم الله أستاذي وحياه …نبله بعض ما الرحمن أعطاه
كم تعلمتُ منه وهو يشعرني….أنه طالبي نعمتْ سجاياهُ
**
خطر لي الصدر دون تكلف الوزن. فتعمدت النظم عليه.
رحم الله الخليل قالوا بأنه وضع المضارع والمقتضب.
إن صح قولهم فهو قد علمنا مبدأ الاقتضاب.