ضدان

صخاب: ما لك مطمئنا أبدا؛ أما بك من قلق تؤوب إليه وتعتمد عليه! سراق: وما حاجته وهذا اطمئنانه؟ صخاب: اطمئنان لا خير فيه، ولا قيمة له، ولا أمل منه! خذال: بل بي قلق، ولكن على اطمئناني؛ فأنا أصطنع أبدا ما أصونه به. صخاب: لولا القلق ما صرختُ في البَرِّيَّة، ولا خرجتُ على البَرِيَّة، ولا ظَفِرتُ بالأُعطيَّة! خذال: لولا الاطمئنان ما أنصتُّ إلى البَرِّيَّة، ولا رأفت بالبَرِيَّة، ولا مُنِحتُ الأُعطيَّة! (22) المشاهدات

إقرأ المزيد

سر المثاقفة

في ثقافة الإنسان فطنةٌ لحقيقة وجوده، وخبرةٌ بالسعي إلى تحصيلها، ومهارةٌ باستعمال وسائل تحصيلها، وظَفَرٌ بما لا يُترك منها، كلُّ أولئك في ثقافة الإنسان التي لا ينالها مُثقَّفًا حتى يصبر عليها مُتَثَقِّفًا: وَمَا نِلْتُهَا حَتَّى تَصَعْلَكْتُ حِقْبَةً وكَدتُّ لِأَسْبَابِ الْمَنِيَّةِ أَعْرِفُ ولا يعرف المُثقَّف منزلة نفسه من الثقافة حتى يُثَاقِفَ غيرَه: يبادره إلى دُفعةٍ ثقافية، يستقبلها فيجيبها بدُفعةٍ ثقافية مثلِها أو أقلَّ منها أو أكثرَ، إما أن تندفع بها فلا تصمد بينهما غير دفعة واحدة، وإما أن تنضاف إليها فتزداد حصيلتهما الثقافية. وإذا جاز أن تَتَمَثَّل الثقافةُ في مثال الإنسان…

إقرأ المزيد