منذ قليل بثت الجزيرة كلمة أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين من ميدان رابعة. وقد ربط فيها احتشادهم اليوم باحتشادهم سنة 1954، مما يوحي بما ستجري عليه الأحداث! ولا حول ولا قوة إلا بالله!
الخَرْطَةُ الثانية من أعجب ما استحدثه المصريون المتستِّرون بالتَّنْكيت والتَّبْكيت -ورحم الله عبد الله النديم- أن وصفوا المستشار عدلي منصور الرئيس المتولي بانقلاب الجيش بالطُّرْطُور، بعد أن وصفوا الدكتور محمد مرسي رئيسهم المتولي بترجيح الإسلاميين بالإِسْتِبْن. وإذا كان الإستبن هو البديل الاحتياطي في لغة السياريِّين والطرطور هو الزينة الزائدة المهملة في لغة المولديين، فإن الشعب المصري هو السيارة نفسها هناك، وهو صاحب المولد نفسه هنا، ولا عزاء للمغفلين!
الخَرْطَةُ الثالثة منذ قليل صليت العصر مع ابني الأصغر فرات ذي ثماني السنوات حيث أصلي الظهر حتى أونسه وأوثقه بحفظ القرآن على الشيخ أحمد الشاب الجميل ذي الصوت الحذيفي الرخيم، وأوصيته به خيرا قائلا مش هوصيك على فرات، فقال لا فرات راجل محترم! ولقد فوجئت قبلئذ بأحد أعضاء مجلس إدارة المسجد يدعو الناس إلى الخروج لتأييد الرئيس محمد مرسي ولم يفعلها أحد بهذا المسجد منذ انقلب الجيش! ونحن هنا بجزيرة الروضة على مقربة من محتشد مؤيدي الرئيس بميدان النهضة بين حديقتي الأورمان والحيوان حيث تمتد مساحة هائلة من كوبري الجامعة إلى بابها ومن كلية الفنون التطبيقية إلى ميدان الجيزة. وقد ارتعب معارضو الرئيس بالمنيل من شائعات هجوم جحافل المؤيدين وزعموا أنهم كروا عليهم أمس السبت 6/7/2013 وقتلوا منهم بضعة عشر رجلا من بعد أن زعم المؤيدون هناك أنهم كر عليهم البلطجية وشرطتهم وقتلوا منهم بضعة عشر رجلا! ولقد عرفت أن المؤيدين المحتشدين رجال ونساء شبان وشيبان وأن منهم مسلحين متحفزين وأن المسلحين منهم إنما هم شباب حزب البناء والتنمية ذراع الجماعة الإسلامية السياسية! سبحان الله! “يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي”! أليس زعماء هذا الحزب هم قادة مظاهرات مئات الآلاف أواخر سبعينيات القرن الميلادي العشرين الذين تطرف منهم من هجم على الكلية الفنية العسكرية وغيرها وناجز الشرطة وقتل الرئيس السادات ثم اعتدل من تطرف! لكأني بالمتطرف الذي اعتدل قد زهد في اعتداله وأغراه بحمل السلاح مرة أخرى مغر جسيم بخطب عظيم في ليل بهيم لن يعتدل بعده أو يدركه أقرب الأجلين! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
الخَرْطَةُ الرابعة على رغم اضطراب الحياة القاهرية هذه الأيام أرغمني صغاري أمس بعد صلاة العشاء على الخروج فذهبت بهم نتمشى على كوبري عباس المبجل وجلسنا في بعض مجالسه قليلا نأكل الترمس المملح ثم تمشينا قليلا لنشرب عليه عصير القصب فإذا ميدان الجيزة. أغرانا اتصال الميدان بطريق جامعة القاهرة فتمشينا فإذا حواجز مؤيدي الرئيس محمد مرسي فاجتزناها إلى محتشد ميدان النهضة المذكور من جهة باب جامعة القاهرة حيث انتصبت أمام شعلة الجامعة منصة كبيرة ازدحم عليها المتحدثون وأمامها المستمعون. وعلى حسب المستمعين كان المتحدثون رجالا ونساء كبارا وصغارا حضريين وريفيين عرفت منهم وجهلت واستمعت إلى بعضهم وتحدثت فإذا الشعب المصري يد واحدة ووجه واحد ولسان واحد تعتوره الأحوال أنفسها وسواء أكان في التحرير والاتحادية أم في رابعة والنهضة! رحمة الله وبركاته علينا جميعا أهل مصر إنه حميد مجيد! أي مخرج جبار حدد لنا أدوارنا فتحركنا بها أمامه مختلفين مؤتلفين وهو مطمئن إلى سلامة القصة والسيناريو والحوار أي الخطة المرسومة التي اتفق عليها هو والشيطان الأكبر بعلم الطاغوت! لقد أوحيت من قبل بالحقيقة الغائبة ولم أقدر على التصريح خشية الظلم ولكنها الآن واضحة يراها كثير من المصريين وإن اختلفت تعبيراتهم عنها ويضعونها في إطارها التاريخي المناسب. منذ كان لنا جيش قوي مؤثر اجتمع علينا أعداؤنا واجتهدوا كل الاجتهاد حتى حددوه ووجهوه ولا سيما في أثناء حملاتهم التخريبية التي تركوا بعدها دائما من يخدعنا عن حقيقتها ولكنه كانت تند منه يقظات ويسبقهم إلى مفاجآت آخرتها مفاجأة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر التي اجتثوا جذورها من بعد وقضوا على رجالها. لقد اتصلت بين جيشنا والجيش الأمريكي وما إليه أسباب الوجود والتطور واتسع لمثل ما اتسع له الجيش الأمريكي وما إليه من مراكز البحث والتخطيط والمتابعة والمراقبة بل اتحد بينهما الخبراء والبرامج حتى ترسخت عند قادة الجيش المصري في ذلك عقائد ثابتة واستمرت لهم أحوال واحدة. فليتجرد من شاء أو فليتمرد فإن تكرار الراء بينهما لَهُوَ مِلاك الغفلة فيهما وقوامها وذروة سنامها ولا ضير إذا احتشد المتمردون من أن يتاح لهم من الأوهام مثل ما أتيح من قبل للمتجردين فما توهُّم اختلاف منصور ومرسي في هذا المقام إلا كتوهُّم اختلاف السيسي وطنطاوي ما دامت تلك الخطة المرسومة هي خارطة الطريق! لا والله ما عن يأس من رحمة الله قلت ما قلت ولا عن محبة لليائسين ولكنها كراهة التغفيل والمغفلين فليثر المصريون جميعا معا على خطة التبعية المرسومة متحدين لا متمردين ولا متجردين!
To provide the best experiences, we use technologies like cookies to store and/or access device information. Consenting to these technologies will allow us to process data such as browsing behavior or unique IDs on this site. Not consenting or withdrawing consent, may adversely affect certain features and functions.
Functional
Always active
The technical storage or access is strictly necessary for the legitimate purpose of enabling the use of a specific service explicitly requested by the subscriber or user, or for the sole purpose of carrying out the transmission of a communication over an electronic communications network.
Preferences
The technical storage or access is necessary for the legitimate purpose of storing preferences that are not requested by the subscriber or user.
Statistics
The technical storage or access that is used exclusively for statistical purposes.The technical storage or access that is used exclusively for anonymous statistical purposes. Without a subpoena, voluntary compliance on the part of your Internet Service Provider, or additional records from a third party, information stored or retrieved for this purpose alone cannot usually be used to identify you.
Marketing
The technical storage or access is required to create user profiles to send advertising, or to track the user on a website or across several websites for similar marketing purposes.